لا يوجد شخص في المجتمع خالٍ من العيوب، وأنا شخصياً قد أكون «مملوءة بالعيوب»، كما يقوم الجميع بعدد من الممارسات، والأخطاء إلى حد أننا أصبحنا نخلط بين «العيب» والدين، كما أن من حق أي إنسان أن يبدي رأيه، لكن هذا لا يعني أن العيب أهم من الدين. تقديسك عاداتك وتقاليدك أيها الإنسان لا يمنحك الحق في أن تعتبر «العيب»، المرفوض اجتماعياً، أشد خطورة من الحرام. لعل إيمانك الكلي بأن العيب «قدسي» أكثر من الدين نفسه، يجعل منك شخصاً، يُسمَّى في العرف الاجتماعي إنساناً «رجعياً». هناك بعض العادات والتقاليد التي يجب أن تذهب إلى مزبلة التاريخ، لأنها تتعارض مع الدين، فليس من الدين، ولا من آداب الإسلام اتهام الأشخاص، وتشويه سمعتهم، أو «تحميل» كلامهم ما لا يُحتمل، «بعض الناس إذا خاصم فجر». عند امتلاكنا، بفضل الله، جميع سبل الراحة والحياة الجيدة المملوءة بالحب والتفاهم والحرية، وعند محاولتنا تغيير أنفسنا للأفضل، وعند تقدمنا إلى الأمام، وتجاهل الأمس، وعند نشوة نجاحنا بحدوث تلك الأحداث الجميلة في حياتنا، نجد أن هناك فئة من الناس، وهي من «أصعب» فئات المجتمع، لا تستطيع ممارسة حريتها إلا عبر جهاز صغير، يبعثون من خلاله إلينا، وإلى العالم ب «طاقات سلبية»، وهم في واقعهم لا يستطيعون أن يمارسوا أبسط حقوقهم في اختيار مصيرهم، أو ملابسهم، وحينما تتجادل مع أحد الأشخاص من هذه الفئة في أمر مختلف عنه دينياً، وأنت تريد نقاش الفكرة فقط، تجده يقوم بانتهاك حرمة، وسمعة أشخاص معيَّنين، وقذفهم بأبشع التهم، التي لا نعلم من أين يأتي بها، وهذا ما يحرِّمه الدين بشكل صريح، ولا يوجد في تحريمه خلاف بين أي مذهب من المذاهب الإسلامية. هنا أقول لكل مَنْ يعاني من الضغوط النفسية، والكبت المنزلي: أرجوكم ارحلوا بعيداً عن مجتمعنا وعالمنا، وحبذا لو قذفتم بأنفسكم في المصحات النفسية، وأفسحتم لنا مجالاً ولو كان قليلاً لنتعايش مع الأنقياء من البشر. أخيراً أذكِّر كل مَنْ انتهك بالكلام وتمادى في تصرفاته بقول الله تعالى «وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ * إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ».