قد يُعارِض كثير هذا المقال، بأكثر من حُجة، أولها الاختلاط، وأوسطها المرأة والغريزة، وآخرها المرأة عورة. سيدي المُتَهَجِم على كيان المرأة في المجتمع السعودي، ليس من العيب أن تعمل المرأة في مُجتَمعي، وأن تخدم وطنها وذاتها، وقبل كل شيء لها حُقوق في هذا الوطن، فكيف وصلت المرأة مجلس الشورى بأمر مَلكي، لِتُصبِح ذات صوت في الدولة، وبعضنا إلى يومنا هذا، لا يتقبل ذلك ويُنَدد بالجهل أينما كان، سواء في القنوات، أو مواقع التواصل والتجمعات شبه الدينية!، ويقول إن تكريم المرأة هو بقاؤها في المنزل تقديراً لها، ولِخدمة زوجها وأولادها، لأنها عورة!، نعم لابأس بالأخيرة، لكن للمرأة حياة مثلما للرجل حياة، وموضوعي اليوم ذو أهمية كَبيرة، نحتاج إليه جميعاً، موظفة في كل صيدلية، ليس ذلك عيباً أو مُحرماً، لك أن تتخيل كمية الخجل عندما تدخل مرأة صيدلية، توجد بها مجموعة من البائعين الرجال، وتريد أخذ ما يخُصها لفظياً أو عن طريق وصفة طبية، تخجل قولها أو تقديم الوصفة للصيدلي، قد يتحدث لك رجل دين ويقول، سوف تختلط المرأة أثناء عَملها مع الرجل، وهذا حرام في الدين، ولكن ياسيدي ألا تعتقد أن حديث المرأة مع صيدلي، فيما يخصها وتخجل البوح به، أليس حراماً أيضاً، قد يقول لك (مُدرعِم) يذهب أحد من محارمها الرجال، ليشتري لها، وهنا الطامة عندما تجعل من المرأة، مخلوقاً مُتحبساً وراء كَلمة عورة أو غيرها، يُبعِد ويَمنع ويُحرِم عليها كل شيء، بسبب بعض الآراء «الحجرية» ليس هكذا تورد الإبل، لستُ مُحارباً أو قاصداً إلى أحد أو مُتهجِماً بصفةٍ رسمية، لكنني أرى بأن هذا المطلب يجب أن يُطبق في مُجتمعي، لأنه يعكس رغبة كثير من النساء، ويعكِس الإيجابية ويمنع حدوث الخجل في حق من حقوقها، عندما نطبق هذا القرار سوف نُتمم عدة نقاط، أولها القضاء على نسبة من البطالة لدى الإناث، تحديث فرص عمل جديدة في الصيدليات الخاصة والحكومية، إعطاء المرأة حقاً من حقوقها، هناك من درست الصيدلة وتأتي لِتُبَلِطَ «البحر» بتلك الشهادة، من بعد تعب وعناء وتَخرُج وفرح، ينقلب بعد ذلك إلى وهم، لنتخيل حينها كمية الكسر والتذمر لدى كثير من فتيات المجتمع، في هذا التخصص أو غيره، عندما يتمنون أن يتحقق جزء من أحلامهم، في تخصص يرفضه المجتمع، بحجة أنها أنثى ويجوز أو لا يجوز لها ذلك، ويُطلب منها أن تنتظر نصيبها وتجعل الحُلم خلفها، دون أن يتحقق.