وثّق ناشطون في محافظة حماة انتهاكات قوات الأسد وحليفهم الروسي للهدنة المبرمة لوقف إطلاق النار والعمليات العسكرية في اليوم الثالث للهدنة، التي سجلت 36 غارة جوية نفذها الطيران الروسي وطيران الأسد الحربي على بلدات الريف الشمالي. وبلغ عدد الغارات الجوية 36 غارة بالصواريخ منها 14 غارة جوية للطيران الروسي و22 غارة جوية نفذها طيران الأسد الحربي استهدفت في غالبيتها بلدة حربنفسة في ريف حماة الجنوبي وغارة استهدفت قرية طلف. وقال مسؤول في المعارضة السورية إن الوقف الهش للعمليات القتالية الذي بدأ يوم السبت أصبح يواجه «إلغاء كاملاً» بسبب هجمات من جانب القوات الحكومية قال إنها انتهكت الاتفاق الذي توصلت إليه الولاياتالمتحدة وروسيا. وقال أسعد الزعبي رئيس وفد التفاوض التابع للهيئة العليا للتفاوض إن الهدنة التي بدأت في وقت مبكر يوم السبت «انهارت قبل أن تبدأ». وتابع الزعبي «نحن لسنا أمام خرق للهدنة، نحن أمام إلغاء كامل للهدنة». وأضاف أن المعارضة لديها عدة بدائل لحماية الشعب السوري إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من ذلك. ومضى قائلاً «أنا أعتقد أن المجتمع الدولي فشل تماماً في كل الاختبارات، وعليه أن يتخذ إجراءات عملية حقيقية حيال هذا النظام». وأضاف «لا تبدو أية مؤشرات لتهيئة بيئة» لمحادثات السلام التي قالت الأممالمتحدة إنها تعتزم استئنافها في السابع من مارس. وعلى الجانب الميداني قالت فصائل المعارضة المسلحة إن العنف أقل من مستويات ما قبل وقف الأعمال القتالية في بعض المناطق لكنه لم يتغير بشكل يذكر في مناطق أخرى. وقال العقيد فارس البيوش قائد الفرقة الشمالية المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر إن الضربات الجوية كثيفة اليوم لاسيما التي تقوم بها الطائرات الروسية. وقال أبو البراء الحموي وهو مقاتل مع جماعة أجناد الشام في شمال غرب سوريا إن الحكومة قصفت عدداً من القرى. وأضاف أن هذا قصف معتاد وأن «النظام» بعد الهدنة لا يختلف عما قبلها. وقال مقاتل من منطقة حلب إن المستوى العام للعنف تراجع لكنَّ هناك كثيراً من الانتهاكات والناس متشائمة. وواصل الطيران الروسي خرقه للهدنة حيث شن غارات جوية على أطراف مدينة خان شيخون الجنوبية، بينما ألقت مروحيات الأسد براميلها على 3 قرى في ريف جسر الشغور الغربي وهي الكندة ومرعند والناجية. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو أمس للصحفيين في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف «إنه تلقى معلومات عن هجمات استهدفت مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة في سوريا». وأضاف «كل هذا يحتاج إلى تحقق. لذلك طلبت فرنسا أن تجتمع قوة العمل المكلفة بالإشراف على وقف الأعمال القتالية دون تأخير». من جهته، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس عن قلقه إزاء تقارير حول انتهاكات لوقف إطلاق النار المستمر منذ ثلاثة أيام في سوريا، وحض جميع الأطراف على احترام وقف الأعمال العدائية. وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي في الكويت «رأينا علامات مشجعة على أن وقف إطلاق النار صامد إلى حد كبير، لكن في الوقت نفسه رأينا بعض التقارير عن انتهاكات». وأضاف «بطبيعة الحال، هذا مصدر قلق لأنه من المهم أن تحترم جميع الأطراف الاتفاق» الذي اعتبره أفضل وسيلة لتجديد الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للنزاع المدمر منذ خمس سنوات. وأوضح ستولتنبرغ أن الحلف يشعر بالقلق إزاء الحشد العسكري الروسي في سوريا، حيث تشن موسكو حملة قصف منذ خمسة أشهر دعماً للرئيس بشار الأسد. وقال «نشعر بالقلق إزاء الحشد العسكري الروسي في سوريا»، سواء كان قوة عسكرية أو جوية. وتابع الأمين العام أن الضربات الجوية الروسية «استهدفت بشكل رئيس» المقاتلين غير الجهاديين.