أصبحت هذه الكلمة شمَّاعة لكل بلاء ومرض ومصيبة، ولكل إخفاقة، نمرُّ بها في حياتنا، حتى وصل الأمر إلى الرسوب في المدارس. قد يهاجمني بعضهم باستدلالهم بقول الرسول، عليه الصلاة والسلام: «العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين». لا أنكر هذا الأمر، ولا أكذِّب حديث النبي، عليه السلام، فهو «لا ينطق عن الهوى»، لكن: ألا تتفقون معي على أن هذا الأمر بدأ «يخيِّم بظله» على جميع مناحي حياتنا، ويمنعنا من البحث عن الأسباب، والأخذ بها، إن وُجِدَت. لقد أمرنا الله بالقراءة، والبحث والتأمل، فلو أصابك مرض، ابحث عن السبب، ثم ابدأ في العلاج، والتداوي بالقرآن الكريم قبل كل شيء، وتوكَّل على الله، لكن لا تجعل الناس سبباً لكل أمراضك، لابد أن نتمسك بقوله سبحانه: «قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ». حتى لا ننجرَّ إلى «كثرة الوسواس بالعين والحسد»، وأيضاً لا تَلُمْ الناس على عدم ذكر الله، فأنت لم تذكر الله ليكون حصناً لك من العين، فأنت المقصِّر الأول والأخير في دينك وفي حق نفسك. ما يدهشني أكثر، أن هناك بعض الأمراض مازال الناس يصرون على أن السبب الوحيد لها هو العين، مثل: السرطان. بل بمجرد أن أكتب في محركات البحث كلمتَي «عين»، و»حسد» حتى تنهال عليَّ «اتصالات هائلة»، وأعجب من طريقة الدعاية لها، وكأنها تسويق لبضاعة ضَمِنَ بها البائع ربحه، وكما يقول المثل: «رزق العقل على المجانين». بل إن كثيراً منهم من السحرة والدجالين، وبكل تبجُّحٍ وجرأة مملوءة بثقة، يعرضون «فك العين» بروابط سحرٍ، يسمُّونها بأسماء مختلفةٍ للتدليس على الجهلة من الناس. يؤسفني والأمية تكاد أن تندثر في مجتمعنا، أن أقول إن القراءة وحدها لا تكفي لتنوير العقول، فمازالت هناك عقول، تعجُّ بالأمراض، والأسقام، و«الوساوس»، التي لا تكفي حروف الهجاء، وأرقام الرياضيات ل «دحرها إلى الماضي».