استمرت الوفود والشخصيات المؤيدة والمتضامنة مع المملكة العربية السعودية، في التوافد إلى مقر السفارة السعودية في بيروت. وزار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق السفارة السعودية، وقال إثر لقائه سفير المملكة علي عواض عسيري: لابد من الاعتراف بأن هناك أزمة جدية تتعلق بمواقف «حزب الله» المعتدية على السعودية، لذلك القرار السعودي ليس غريباً، ولا مفاجئاً. بحسب ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام. واعتبر المشنوق أن: «أفضال السعودية» على لبنان أكثر من أن تحصى، وهذا ليس في حاجة إلى شهادة من أحد. وقال: نتمنى أن نستعيد علاقاتنا الطبيعية مع دول مجلس التعاون، لأن لا خيار للبنان إلا ب «عروبته». وأضاف: «إذا كانت هناك نسبة من الوطنية عند الأطراف، فعليها أن تصل إلى حل، وإلا فإن الأزمة ستكبر. لن نتوقف عن المحاولة والحوار، إلى أن يحصل ما لا نريده، عندها لكل حادث حديث: الرد لا يكون بالتعرض إلى المقامات السعودية بطريقة همجية، لأن الأزمة حينها ستكبر». وفيما يخص الإشكال مع الوزير المستقيل أشرف ريفي، علَّق المشنوق قائلاً: «هناك مثل سعودي يقول: إذا زعلت من صديقك عند أول خطأ فلن يعود لديك أصدقاء». وتوالت الزيارات على السفارة أمس من قِبل عدد من الوفود، التي ضمَّت شخصيات سياسية وبرلمانية وشعبية، ووفداً من الضنية برئاسة النائب أحمد فتفت، ووفداً من إقليم الخروب، ضم رؤساء اتحاد بلدياتٍ، ومخاتيرَ برئاسة النائب محمد الحجار، ووفداً من عكار برئاسة النائب خالد الضاهر، ووفداً من العلماء برئاسة مفتي عكار، ووفداً من وادي خالد، والرئيس نجيب ميقاتي، ووفداً شعبياً من البقاع، ووفداً من «القوات اللبنانية» برئاسة النائب أنطوان زهرا، ووفداً من كتلة «نواب الكتائب»، والوزير السابق عدنان القصار، ووفداً من حزب النجادة، وممثل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، بشير الزعيم، ووفداً من «حزب الوطنيين الأحرار»، ووفداً من تيار المستقبل في إقليم الخروب، ووفداً من المحكمة الشرعية في طرابلس. قال النائب أنطوان زهرا باسم الوفد الذي ترأسه: «القوات اللبنانية لا تُسأل عن موقفها، لأنه معلن ومعروف دفاعاً عن مصلحة لبنان وهويته». وأضاف: «هذه الحكومة أعلنت سياسة النأي بالنفس، لكنها تحولت إلى غطاء لتدخل حزب الله في سوريا، والدول العربية، ونحن لم ندخلها حتى لا نشارك في تأمين هذا الغطاء. الحكومة ليست مجلساً رئاسياً، بل هي جسم واحد، وإذا أخطأ وزير، فإنها تصحِّح الخطأ مجتمعة». وأوضح أنه «لم تتم تسمية أيٍّ كان في مشروع بيان بيت الوسط، لا بل ينسب إلينا أننا تشددنا في اللهجة في البيان الذي صدر». ورداً على سؤال عن الموقف بعد التفاهم مع «التيار»، قال زهرا: «عندما أقمنا تفاهمنا، كان واضحاً أن التحالفات السياسية باقية لدى الجانبين على الرغم من ورقة النيات، وتأييدنا ترشح العماد ميشال عون». وختم: مَنْ أعاد بناء لبنان بعد حرب تموز 2006؟ «لو كنت أعلم»، لقد كانت دول الخليج وعلى رأسها السعودية، وليس المال الإيراني طبعاً، ناهيك عن مصالح نصف مليون لبناني يعملون في الخليج. وعند مس كرامة هذه الدول لا نعلم ما هي العواقب المنتظرة». وقال النائب أحمد فتفت إثر لقائه السفير السعودي علي عواض عسيري، إن «بيان مجلس الوزراء كان خطوة صغيرة جداً، وكلام وزير الخارجية جبران باسيل كان غير مسؤول». محملاً المسؤولية مباشرة لحزب الله على هذه المصيبة الكبيرة التي أوقعوا لبنان فيها، وهي جريمة في حق لبنان واللبنانيين. معتبراً أن «حزب الله مستمر في غيه، والأمور لن تحل بهذا الشكل طالما أن حزب الله يواصل شتائمه وتهجمه على المملكة العربية السعودية، مملكة الخير». بدوره، أكد النائب قاسم عبدالعزيز أن «المملكة العربية السعودية هي مملكة الخير وأياديها بيضاء». وقال: «وقفت المملكة إلى جانب لبنان في كل المنعطفات الخطيرة التي مر بها طوال عقود». مؤكداً أن المملكة العربية السعودية وقفت دائماً إلى جانب الشعب اللبناني بكل فئاته ومناطقه ولم تميِّز بين منطقة ومنطقة»، مشدداً على أن «العلاقات ستبقى مميزة بين لبنان والسعودية.