تبنَّت جماعةٌ كرديةٌ مسلحةٌ تفجيراً إرهابيّاً استهدف وسط أنقرة الأربعاء الماضي، في وقتٍ عبَّرت أنقرة عن غضبها من مواقفَ لواشنطن. وأقرَّت مجموعة «صقور حرية كردستان»، القريبة من حزب العمال الكردستاني المتمرد، بمسؤوليتها عن التفجير الذي طال حافلاتٍ عسكريةٍ كانت متوقفةً عند إشارة مرور وأوقع 28 قتيلاً بسيارةٍ مفخَّخة. ونسبت المجموعة، في بيانٍ لها أمس، التنفيذَ إلى أحد مقاتليها الانتحاريين، علماً أنها تبنَّت في ديسمبر الماضي هجوماً بقذائف الهاون على مطارٍ في إسطنبول. وكانت أنقرة وجَّهت أصابع الاتهام إلى حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري. وأكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه «ليس لديه شك» في وقوف مقاتلين أكراد سوريين وراء التفجير. واتهم، في تصريحاتٍ له بعد صلاة الجمعة في إسطنبول، وحدات حماية الشعب باستخدام أسلحة أمدتها بها الولاياتالمتحدة ضد المدنيين. وكشف عن عزمه التحدث حول الأمر مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما. وعبَّر أردوغان عن حزنه لرفض الغرب اعتبار حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وجناحه العسكري جماعتين إرهابيتين. وذكر أنه سيوضح لأوباما خلال اتصال هاتفي كيف تصرفت هذه الجماعات في الأسلحة التي قدمتها واشنطن. وأخبر الصحفيين «سأقول له: انظر كيف وأين تُستخدَم الأسلحة التي تقدمونها»، وذكَّر بأنه اجتمع مع أوباما قبل أشهر وأبلغه بأن 3 طائرات أمريكية محملة بأسلحة إلى سوريا انتهى نصفها في أيدي تنظيم «داعش» الإرهابي والنصف الآخر في أيدي «الاتحاد الكردي». ووفق تأكيده؛ استُخدِمَت هذه الأسلحة ضد مدنيين وتسبَّبت في مقتلهم. وعلى الأرجح؛ كان أردوغان يشير إلى عملية إسقاط جوي نفذتها الولاياتالمتحدة بواقع 28 حزمة من الإمدادات العسكرية. ووُجّهَت الحِزَم في أواخر عام 2014 إلى مقاتلين عراقيين أكراد قرب مدينة كوباني السورية. وأقرَّ مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» آنذاك بسقوط إحدى الحزم في أيدي «داعش». وأعلنت الوزارة لاحقاً استهداف الحزمة المفقودة بغارة جوية وتدميرها. في سياق متصل؛ اتهم وزير خارجية تركيا، مولود تشاووش أوغلو، الولاياتالمتحدة بالإدلاء بتصريحات متضاربة بشأن وحدات حماية الشعب الكردية. وقارن الوزير بين ما سمَّاه موقفاً رسميّاً لواشنطن لا يعتبر الوحدات منظمة إرهابية وموقفاً غير رسمي أبلغه به نظيره، جون كيري، حين اعترف له بأنه لا يمكن الوثوق في المقاتلين الأكراد. ويثير التأييد الأمريكي للوحدات في الحرب ضد «داعش» في سوريا غضب أنقرة التي ترفض أي نزعاتٍ انفصاليةٍ لدى الأكراد داخليّاً أو على الحدود. وصرَّح تشاووش أوغلو بأن «من الضعف اللجوء لمثل هذه الجماعات لمحاربة داعش». واعتبر، خلال زيارةٍ أمس إلى العاصمة الجورجية تفليس، أن «اللجوء إلى جماعات إرهابية مثل وحدات حماية الشعب في محاربة داعش في سوريا هو قبل كل شيء دلالة على الضعف (..) هذا خطأ كبير والكل يجب أن يوقفه خصوصاً حليفتنا الولاياتالمتحدة التي يجب أن توقف هذا الخطأ فوراً»، داعياً واشنطن إلى قطع روابطها مع المقاتلين الأكراد. ولا يعدُّ البيت الأبيض الوحدات منظمة إرهابية. وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، أمس الأول إنه لا يمكن لبلاده نفي أو تأكيد اتهام أنقرة للوحدات التورط في تفجير أنقرة. ودعا المتحدث أنقرة إلى وقف قصفها مواقع الوحدات في سوريا. وكان رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أعلن صباح أمس الأول أن منفذ التفجير الأخير فتى سوري يُدعى صالح نجار على علاقة بالميليشيات الكردية.