حرص «بيت الخير» في «الجنادرية 30»، على تقديم نماذج حية للصناعات التقليدية، التي يشتهر بها، كما عقد دورات تدريبية على بعضها للراغبين من زوار «الجنادرية 30»، في التعرف عن كثب على تلك الصناعات، وأسرارها. ومن بين تلك الصناعات، «صناعة السبح»، أو «المسابح»، ضمن أركان جناح سوق القيصرية الشعبي، حيث يعرض صالح الشهري عديداً من أنواعها، ويقدم دورات تدريبية للزوار، الذين يصل عددهم إلى حوالي 25 زائراً في اليوم، مستفيداً من تجربته الطويلة في هذا المجال، التي بدأت قبل 15 عاماً، حيث يعد من ضمن أبرز 3 مصنِّعين ل «السبح» على مستوى المملكة. وعن الخامات التي تُصنع منها «السبح»، يقول الشهري: «منها الطبيعي، ومنها الصناعي، أما الطبيعي، فيتمثل في الكهرمان، واليسر، والمرجان، واللؤلؤ، والكوك، والأخشاب بأنواعها، والعاج. أما الصناعي، فيعتبر الفاتوران من أفضل، وأجود أنواعه، ثم يأتي البكلايت، ثم السندلس وهو عبارة عن خامات بلاستيكية». وأوضح أن «السبح»، تأتي بشكل خام عبارة عن «عصري، أو مربعات، أو مكعبات، أو بلاطات»، ثم يتم خرطها. وتتكون من «غرز، وفواصل، وشاهد، وكروشة، وهي إما من القماش، أو الفضة، وتطورت حالياً بوضع الأسماء، أو شعارات الأندية الرياضية، أو الدول عليها». وأشار إلى أن ثقافة المجتمع في هذا المجال ارتفعت بشكل كبير، خاصة الشباب، الذين يتساءلون عن أدق التفاصيل، وذلك بفضل قنوات التواصل الاجتماعي، التي ساهمت في التعريف بهذه الحرفة. مبيناً أن هناك موقعاً على الإنترنت لملتقى هواة «السبح» في المملكة، يشارك فيه المهتمون، والباحثون عن أسرارها. أما أسعارها فتتفاوت، كما يقول الشهري، وتصل في الحد الأدنى إلى 20 ريالاً، في حين أن هناك أنواعاً تصل أسعارها إلى مبالغ كبيرة، خاصة الكهرمان، لأنه نادر، ويتكون خلال 40 مليون سنة. وذكر الشهري أن مشاركته في «الجنادرية» ستتواصل للرفع من مستوى الوعي بهذه الحرفة، ومن أجل تقديم الدورات، التي تمكِّن الزوار من ممارستها.. واستعرض حسين عدنان الغراش صناعة الفخار التي يمارسها منذ سنوات وتعلمها من والده، وهو يقطن في إحدى زوايا سوق القيصرية في «بيت الخير»، خلال مشاركته في مهرجان «الجنادرية 30». وأوضح الغراش أن الصناعة تحتاج إلى نوعية خاصة من التربة يتم استخراجها من باطن الأرض من منطقة تسمى الشعبة في المبرز بمحافظة الأحساء على عمق ستة أمتار نتيجة ما تتميز به هذه التربة من مكونات لصناعة الأدوات الفخارية. وأضاف أنه بعد استخراج الطين يتم نشره في مكان للتهوية مكشوف ثم تتم عملية المشي على الطين بما يسمى الدوس أربعين مرة في اليوم الأول واليوم الثاني بمثل اليوم الأول وفي اليوم الثالث ثلاثين مرة، ثم يحفظ بمكان معزول عن الهواء حتى يتكون مادة لزجة لتتماسك مع بعضها وهو ما يسمى بتخمير الطين. ويستخدم الغراش أداة الشرخ، وهي عبارة عن مكينة يوضع عليها الطين وتدور باتجاه واحد «اليمين» لصنع القوالب الفخارية والجرار، مستخدما قطف وهي أداة مصنوعة من الخشب تستخدم للحفر في الطين ومشط الزخرف لوضع الرسومات مستخدما يديه وقطرات من الماء التي تصنع حلة مميزة؛ لكي تُصنع عديد من الأشكال والأدوات كالزير وهو وعاء الماء والحصالة للأطفال والمزهريات وتنور الخبز ومبخرة وغيرها من الفخاريات.