تقلَّص إلى 6 فقط عدد المتنافسين على الترشُّح للرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري بعد انسحاب كريس كريستي وكارلي فيورينا، بينما يبدي أنصار هيلاري كلينتون تفاؤلهم رغم هزيمةٍ أخيرة. وأجرى الحزبان الكبيران في الولاياتالمتحدة انتخاباتٍ تمهيديةً في ولاية نيوهامشير الثلاثاء الماضي أسفرت عن تصدُّر دونالد ترامب السباق الجمهوري وبيرني ساندرز السباق الديمقراطي. وكانت الجولة الأولى من التمهيديات أُجرِيَت الأسبوع الماضي في ولاية أيوا ومنحت الصدارة الجمهورية إلى تيد كروز والديمقراطية إلى كلينتون. وإثر احتلالهما مراكز متأخرة في السباق الجمهوري؛ أعلن المرشحان كريس كريستي وكارلي فيورينا مساء أمس الأول انسحابهما. فيما أبدى الملياردير ترامب ثقته بعد الفوز الكبير. وأكد أنه بات رجل سياسة قبل 7 أشهر، مبيِّناً «لم أفعل هذا أبداً في السابق، لكني أشعر بالارتياح أكثر فأكثر في هذا الدور الجديد». وفي محاولةٍ منه لوضع نفسه فوق الجميع؛ رفض الملياردير تحديد أبرز منافسيه. وتحدث عنهم قائلاً «لديهم ميزات وكانوا حكاماً وأعضاء مجلس شيوخ (..) لكني أعتقد ببساطة أن خطابي أفضل من خطاباتهم». وفي التنافس بين الجمهوريين؛ تسود الفوضى خلف ترامب. واعتقد سيناتور فلوريدا، ماركو روبيو، أنه فرض نفسه مرشحاً للطبقة السياسية القائمة بعد نتيجته الجيدة في أيوا، لكن أمله خاب بعدما حلَّ خامساً في نيوهامشير على خلفية نقاشٍ كارثي أسقط فيه منافسوه تعبيراته الجاهزة المكررة. في المقابل؛ أحدث حاكم أوهايو المعتدل، جون كاسيش، المفاجأة بحلوله ثانياً أمام سيناتور تكساس المتشدد، تيد كروز، والحاكم السابق لفلوريدا، جيب بوش. ولا يزال بوش يتمتع بقوة مالية تفوق منافسيه رغم انطلاقته الصعبة. وخاطب شقيق ونجل رئيسين سابقين لجان حملته بقوله «هذه الحملة لم تنته». بدوره؛ بقِيَ بن كارسون في سباق الحزب رغم حلوله خلف المرشَّحَين المنسحبَين اللذين نال أداؤهما إشادةً من المرشح كروز. وعلَّق كروز «أعتقد أن معظم المصوِّتين الذين دعموا حاكم نيوجيرسي كريستي كانوا يبحثون عن شخص يملك تجربة متينة في مجال تطبيق القانون ليحارب بقوة الإرهاب الإسلامي ويحفظ أمن بلادنا، أما كارلي فقدمت عملاً ممتازاً في منافسة كلينتون». ويأمل سيناتور تكساس في الحصول على أصوات أنصار المنسحبَين. ولا يزال التكهن صعباً بمآل السباق في الحزب. وقد تختلط الأوراق مجدداً إذا ما قرر رئيس بلدية نيويورك السابق، مايكل بلومبيرغ، الترشح كمستقل. وفي معسكر الديمقراطيين؛ سيكون على هيلاري كلينتون التي منيت بهزيمة الثلاثاء النهوض من كبوتها لإبعاد شبح هزيمة 2008 أمام الرئيس الحالي، باراك أوباما. وكان من المتوقع هزيمة وزيرة الخارجية السابقة في نيوهامشير، لكن ليس بفارق 20 نقطة أمام سيناتور فيرمونت الاشتراكي، بيرني ساندرز (74 عاماً)، الذي استُقبِلَ ترشحه قبل 9 أشهر بلا مبالاة. ووعدت كلينتون بالقتال «من أجل كل صوت وكل ولاية» للفوز بتمثيل حزبها في الانتخابات الرئاسية في ال 8 من نوفمبر المقبل. لكن تحليل النتائج غير مطمئن بالنسبة إليها. وبحسب استطلاعات الخروج من مكاتب الاقتراع؛ صوَّت 55 % من النساء لساندرز، علماً أنهن كنَّ يدعمن منافِسة أوباما في التمهيديات قبل 8 سنوات. ويردد أنصار كلينتون غداة جولة ثانية صعبة أن أياماً أفضل قادمة. وبالفعل؛ تبدو المنافسة أسهل بالنسبة لمرشحتهم في انتخابات نيفادا في ال 20 من فبراير وخصوصاً في كارولاينا الجنوبية في ال 27 من فبراير، حيث تشير الاستطلاعات إلى تقدمها بفارق كبير على منافسها الوحيد. ويمكن لشعبيتها بين الأقليات السوداء والإسبانية الأصل أن تكون قاعدةً صلبةً لها في مارس الذي ستُنظَّم فيه الانتخابات في 28 ولاية تمثل أكثر من 50 % من النواب الديمقراطيين. في هذه الأثناء؛ حصد ساندرز سريعاً ثمار فوزه الأخير، وحصل خلال 18 ساعة على مبلغ استثنائي قيمته 5.2 ملايين دولار من الدعم لحملته، ما يشكل ربع ما حصل عليه في شهر يناير كله.