المهايطي، كائن بشري فقير المعرفة، مثير للشفقة، يعاني من فراغات في شخصيته، وتلازمه عقدة شعور بالدونية، فيهرب منها بأن يملأها بالإسراف في إظهار أفعاله للآخرين لتعويض ذلك النقص، الذي يكابد بسببه، ولا فرق إن كان ذلك بالمال، أم بادعاء الوجاهة والشجاعة والثقافة والنسب «القبيلة»، فجميع تلك الوجوه لها «مهايط» خاصون بها. وأكثر المهايطة ظرافة وانتشاراً أولئك الذين يحاولون الادعاء بإلمامهم التام بكل الأعمال المنزلية من كهرباء، وأدوات خشبية… فيشمرون عن أذرعهم النحيلة، متمتمين «العامل الوافد ليس بأكثر شأناً مني». وما هي إلا دقائق حتى ينتهي المطاف بتلك الآلة إلى سلة النفايات خردة مدمرة ضحية لحالة تجلٍّ كهربائية لذلك المهايطي. أكثر أنواع المهايطة خطراً من وجهة نظري، تلك الفئة التي تستعرض قدراتها المادية بإظهار البذخ والمبالغة في الكرم والضيافة حد الكفر بالنعمة، مثل أولئك الذين يغسلون أيدي ضيوفهم بدهن العود، وعديد من الحالات الأخرى، التي تتكرر في كل فترة ببشاعة. المهايطي الذي يعيش بيننا، هو الذراع العملية لصوت بعض العادات والتقاليد والسلوكيات السائدة في المجتمع مع إضافة قليل من لمساته التي يتقنها جيداً، وأكثر أنواع المهايطة صموداً تلك الفئة التي تزاحم الفئة المخملية في المصاريف بأدواتها المتواضعة. سينتهي المهايطة، وكذلك سلوكياتهم حينما تصدر الأنظمة الرادعة لتجاوزاتهم في مسألة حفظ النعمة، وسلامة الأرواح.