بإمكانات متواضعة وإعداد أقل ما يقال عنه بأنه إعداد متأخر ومختصر، نجد أن كرة اليد تقتحم العالمية وللمرة الثامنة في تاريخها، ولكن هل هذا فقط ما نطمح إليه، صحيح أن الوصول للعالمية مطلب ومفخرة لكل من يصل إليها، ولكن يجب أن نتحدث بواقعية، ماذا حققنا من السبع مرات التي وصلنا لها للعالمية في كرة اليد؟ وما هو أفضل موقع وصلنا إليه؟ وماذا استفدنا من هذه التجارب السابقة؟. وهل كان الطموح فقط أن نكون رقماً في العالمية ويوضع اسم منتخبنا وبلدنا في جدول كأس العالم وبعدها فليحدث ما يحدث، لا أعتقد أن عاقلاً بيننا يؤمن بهذا كله، وأعتقد أنه كان من الأفضل أننا في كل مرة نصل إلى العالمية، كان لزاماً علينا أن نعد العدة بالشكل الصحيح وبالطريقة التي لا تجعلنا نكتفي فقط بوجودنا كرقم وضيف شرف في هذه المحافل العالمية، التي من خلالها يعرف حقيقة كل منتخب ومدى إمكاناته وجديته في التعامل مع مثل هذا الوضع. صحيح أننا سعداء للغاية بوصولنا للعالمية وللمرة الثامنة، وهذا جهد يشكر عليه كل من ساهم في تحقيق هذا النجاح، ولكن أليس الأجدر أن نجد إعداداً قوياً ومميزاً على الأقل في هذه المرة؟، أليس من الصواب أن توضع الإمكانات الكبيرة سواء من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو من قبل الاتحاد السعودي لكرة اليد وكل من له علاقة بقبضة الأخضر تحت تصرف هذا المنتخب، لتشريفنا بنتائج مميزة تكون بصمة حقيقية لنا في محفل عالمي. أبارك للجميع هذا التأهل وهذا النجاح، ولكن المشوار في اعتقادي يبدأ من الدوري والمنافسات المحلية ومن أنديتنا، بتوفير ما يحتاجونه بكل جدية، وليس بإعداد متواضع ومسابقات يشوبها كثير من الشوائب وفي مقدمتها معضلة التحكيم، وكذلك تلك الصالات التي تعد على الأصابع، بينما نجد أندية لها باع قوي في اللعبة حتى اليوم لا تملك صالة نموذجية، ولا يزال لاعبوها يتدربون على تلك الكتل الإسمنتية أو التي مجازاً يقال عنها صالة. نعم كيف نطالب بتحقيق نتائج وبمستوى مشرف ونحن ننتظر بأن تدرج ميزانية لصالة لهذا النادي ولذاك النادي، وبالطبع على هذه الأندية أن تنتظر الفرج وتدعو وتتوسل إلى المولى، بأن يأتيها الدور لتمتلك صالة تؤهل لاعبين دوليين سيشاركون في محفل عالمي. وبالطبع إذا بقيت الحال كما عرفناها منذ سنوات، فإنه من الظلم أن نطالب منتخبنا لكرة اليد بأن يفرض هويته وشخصيته في محفل القوي فيه لا يرحم الضعيف.