كشف قائد قوات التحالف الدولي لدى العراق، اللفتنانت جنرال شون ماكفرلاند، عن خطة طوارئ لدى بلاده أمريكا للتعامل مع الموقف إذا وقعت كارثة انهيار سد الموصل. وذكر ماكفرلاند، في تصريحاتٍ صحفية أمس، أن السلطات في بغداد أدركت احتمال انهيار السد، الذي تحتاج أساساته إلى حقنٍ منتظمٍ للحفاظ على سلامة هيكله. وبالتزامن؛ واصلت مقاتلات التحالف الدولي شنَّ ضربات ضد مواقع لتنظيم «داعش» الإرهابي.وأبلغ القائد العسكري الأمريكي الصحفيين بقوله «احتمال انهيار السد شيء نحاول حسمه الآن»، و»كل ما نعرفه أنه إذا انهار فسينهار بسرعة وهذا أمر سيئ». وأوضح «لو كان هذا السد في الولاياتالمتحدة لكنا جفَّفنا البحيرة وراءه، كنا سنُخرِجُه من الخدمة». وسيطر «داعش» على السد في أغسطس 2014. وأثار ذلك مخاوف من احتمال تفجيره وإطلاق أمواجٍ كاسحةٍ على الإثر صوب الموصل وبغداد يمكن لها حصد أرواح مئات الآلاف. واستعاد مقاتلو البشمركة الأكراد السدَّ بعد أسبوعين بمساعدة الضربات الجوية للتحالف وقوات الحكومة المركزية. ولم يعد التنظيم الإرهابي يشكل خطراً واضحاً على السد، لكن المتحدث باسم التحالف، الكولونيل الأمريكي ستيف وارن، نسب إلى مسلحين متشددين سرقة معدات وإبعاد فنيين. وأشار وارن إلى «جدول ثابت للحقن تم الالتزام به لفترة طويلة، ومن الواضح أنه عندما توقف ذلك زاد تدهور الحال». وتضع مجموعة «تريفي» الإيطالية اللمسات النهائية على عقد مع بغداد لتطوير السد البالغ طوله 3.6 كم، علماً بأنه عانى من عيوب هيكلية منذ إنشائه في ثمانينيات القرن الماضي. في سياق متصل؛ أعلنت قوة المهام المشتركة للتحالف، أمس، شنَّ مقاتلاته عشرين غارة أمس الأول على مواقع ل «داعش» في العراقوسوريا. وأفادت قوة المهام المشتركة، في بيانٍ لها، بتنفيذ المقاتلات الأربعاء 15 غارة في الأراضي العراقية وخمس في السورية. ووفقاً للبيان؛ نُفِّذَت 15 غارة على مقربة من خمس مدن عراقية مع التركيز على الرمادي، ما أسفر عن إصابة أربع وحدات تكتيكية وتدمير ست عبوات ناسفة بدائية الصنع وغيرها من الأهداف. فيما نُفِّذَت خمس غارات في سوريا دمرت رافعتين وحفارين لصيانة الآبار تابعة للتنظيم المتشدد، وأصابت أحد مقاره على مقربة من مدينة الرقة، فضلاً عن أهداف أخرى قرب تدمر والمعرة. إلى ذلك؛ جدد مسؤولون في إقليم كردستان، شمالي العراق، دفاعهم عن أعمالٍ لحفر خندق تشرف عليه حكومة الإقليم «لأغراضٍ أمنية». ويبدأ الخندق من منطقة ربيعة على الحدود السورية، ويمتد حتى مدينة خانقين على الحدود الإيرانية. وأثارت الأعمال حفيظة الأقلية التركمانية، التي تخشى من محاولة لترسيم حدود إقليم كردستان المستقل. وبينما تعمل حفارات ضخمة في موقع الخندق؛ قالت السلطات الكردية إنه سيحمي قوات البشمركة من مقاتلي التنظيم الإرهابي مع احتدام صراعٍ في سوريا ومناطق عراقية أخرى جنوبي إقليم كردستان شبه المستقل. وصرَّح أمين عام وزارة البشمركة، الفريق جابر الياور، بأن «الخنادق التي يتم حفرها في المواقع الدفاعية لقواتنا أمام المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون هي ليست حدوداً لإقليم، وإنما لأجل منع الآليات المفخخة ومنع المتطرفين من الوصول إلى مواقعنا وتفجير أنفسهم». وشدد «ليس لهذه الخنادق أي علاقة بحدود إقليم كردستان وليس لها أي علاقة بالمواضيع الجغرافية أو السياسية أو المشكلات الموجودة ما بين الإقليم والحكومة الاتحادية». وتحقِّق حملات احتواء التنظيم الإرهابي تقدماً بطيئاً في العراق، حيث تحول انقسامات طائفية وفساد دون تقدمٍ عسكري كبير.