اتهمت محكمة تركية 10 موقوفين ب «الانتماء إلى تنظيم إرهابي»، وأمرت باستمرار توقيفهم لشبهة ضلوعهم في هجومٍ انتحاري وقع الثلاثاء الماضي في قلب إسطنبول التاريخي وأوقع 10 سياح ألمان قتلى. في المقابل؛ قررت المحكمة الإفراج عن 6 مشتبه بهم آخرين مثُلوا أيضاً أمام القضاة. ووفقاً لوكالة «دوغان» للأنباء؛ مثُلَ المشتبه بهم ال 16 أمام محكمةٍ في إسطنبول؛ حيث طالبها الادعاء بتوجيه الاتهام إليهم جميعاً، لكن القضاة قرروا الإفراج عن 6. واستهدف الهجوم الانتحاري صباح الثلاثاء الماضي مجموعة من السياح الألمان كانوا على مقربة من كنيسة آيا صوفيا والمسجد الأزرق. ووفقاً للحكومة ووسائل الإعلام؛ فإن المنفذ سوري ينتمي إلى تنظيم «داعش» الإرهابي ودخل البلاد قادماً من سوريا قبل تنفيذ اعتدائه بوقتٍ قصير بصفة طالب لجوء. في سياق آخر؛ أفادت مصادر أمنية تركية أمس بمقتل ضابط شرطة وجندي برصاص قناص ومسلَّحَين كرديَّين في حوادث منفصلة جنوبي شرق البلاد. وأشارت المصادر إلى شرطيين آخرين أصيبا بشظايا قنبلة بدائية الصنع خلال عمليات في منطقة سور التابعة لديار بكر أكبر مدن الجنوب الشرقي. وتخضع سور إلى حظر تجوُّل على مدار الساعة منذ بداية ديسمبر الفائت، في حين تحاول قوات الأمن إخراج مقاتلي حزب العمال الكردستاني المتمرد من مدن المنطقة. وشمِل حظر التجول مدينتي سيلوبي والجزيرة قرب الحدود السورية والعراقية منذ منتصف ديسمبر. ونقلت تقارير إعلامية عن هيئة أركان الجيش مقتل 135 من مقاتلي حزب العمال في سيلوبي و308 في الجزيرة و101 في سور منذ منتصف الشهر الفائت. وفي يوليو الماضي؛ استأنفت أنقرة حملتها العسكرية ضد المتمردين الأكراد مع انهيار وقف لإطلاق النار دام عامين ونصف العام. وحمل حزب العمال السلاح ضد الدولة في عام 1984، وقُتِلَ أكثر من 40 ألف شخص في الصراع. إلى ذلك؛ أفصح المدعي العام التركي عن صدور أمرٍ من محكمة باحتجاز شخصين على ذمة التحقيق للاشتباه في مشاركتهما في الهجوم بشاحنة ملغومة على مركز للشرطة. وأسفر هذا الهجوم، الذي وقع الخميس الماضي، عن مقتل 6 أشخاص بينهم 3 أطفال. وتوعد الرئيس، رجب طيب أردغان، بمواصلة العمليات حتى اجتثاث خطر حزب العمال. واستمرت العمليات في الجزيرة أمس، وذكر شهود أنهم سمعوا دوي إطلاق نار وانفجارات. ولفتوا إلى رفع السكان المحليين رايات بيضاء ليتمكنوا من الخروج من منازلهم في الوقت الذي كانت فيه المدرعات تدخل أحياءً لإزالة المتاريس التي أقامها المتمردون. بدورهم؛ أبلغ مسؤولون أمنيون عن إلقاء ملثمين قنابل حارقة على مدرسة في مدينة ديار بكر في وقت متأخر أمس الأول، ما أسفر عن نشوب حريق في المبنى سيطرت عليه عناصر الإطفاء.