قصفت المدفعية التركية نحو 500 موقع لتنظيم «داعش» في العراق وسورية، رداً على الهجوم الذي شنه الانتحاري السوري نبيل الفضلي لحساب التنظيم في إسطنبول الثلثاء الماضي، وأسفر عن مقتل 10 سياح ألمان. إلى ذلك، اعتقلت السلطات سبعة مشبوهين في صلتهم بهجوم إسطنبول. وقال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو خلال لقائه في أنقرة السفراء الأتراك في العالم: «بعد الاعتداء الجبان في إسطنبول استهدفت قواتنا بنيران المدفعية والدبابات نحو 500 موقع لداعش في سورية والعراق، وقتلوا حوالى 200 جهادي». وتابع: «سنرد على أي هجوم يستهدف ضيوفنا، ونتمسك بمواصلة عملياتنا حتى يغادر التنظيم المناطق الحدودية». على صعيد آخر، قتِل ستة أشخاص بينهم شرطي وجرح 39 في تفجير سيارة مفخخة نسب إلى متمردي حزب العمال الكردستاني أمام مقر للشرطة في تشينار التي تبعد 30 كيلومتراً من جنوب شرقي دياربكر، كبرى مدن جنوب شرقي تركيا ذي الغالبية الكردية. ودمر الانفجار مقر الشرطة بالكامل، وأدى إلى انهيار مبنى يقيم ضباط وعائلاتهم، حيث قضى رضيع يبلغ خمسة أشهر وطفل في الخامسة. ثم أطلق متمردون قاذفات صواريخ على موقع الهجوم، ما استدعى رداً من قوات الأمن التي أطلقت عملية واسعة للعثور على المهاجمين. وقال علي دوران، من سكان المنطقة: «كان انفجار مدوياً، وكأنه داخل منزلنا. خرجنا وساعدنا في حمل المصابين إلى سيارات الإسعاف. بعضهم كان مصاباً بحروق». وأعلن مصدر أمني إن 1.5 طن من المواد الناسفة استخدمت في الهجوم. وندد داود أوغلو بالهجوم بشدة، متعهداً مكافحة «الإرهاب في كل أشكاله»، علماً أن السلطات تفرض منذ أسابيع حظراً للتجول في مدن سور وجيزرة وسيلوبي (جنوب شرق) لدعم العمليات العسكرية ضد «الكردستاني» والتي يقول ناشطون إنها قتلت 170 مدنياً بينهم 37 في دياربكر وحدها، بينهم عشرة أطفال وثلاث نساء. وتؤكد الحكومة مقتل مئات «الإرهابيين»، لكنها تنفي سقوط مدنيين بهذه الأعداد. وصرح الرئيس رجب طيب أردوغان بعد هجوم إسطنبول بأن «الحكومة لا تفرق بين المجموعات الإرهابية، مهما كانت تسميتها». إلى ذلك، ذكرت وكالة «دوغان» أن مسلحين من «الكردستاني» أطلقوا ليلاً قذائف صاروخية على مركز للدرك في محافظة ماردين، من دون أن ترد تقارير عن سقوط ضحايا. وأشارت تقارير أيضاً إلى سقوط شرطي في منطقة التينداغ بأنقرة، لكن لم ترد معلومات عن رابط محتمل بمتمردين أكراد. وأطلق «الكردستاني» تمرداً ضد الدولة التركية في 1984، مطالباً في بادئ الأمر بالحصول على الاستقلال، ثم تحول إلى المطالبة بحكم ذاتي أوسع وبحقوق إضافية لأكبر أقلية اتنية في البلاد. وبعد هدنة استمرت عامين، تجددت المواجهات الصيف الماضي بين قوات الأمن والمتمردين الأكراد، وأطاحت بعملية السلام التي بدأت في 2012 لإنهاء النزاع الذي أسفر عن 40 ألف قتيل منذ 1984.