يُقال: إن العربَ سبقوا الغربَ في الصناعة، ثم أصبحوا- اليوم- يبتاعون منهم شتى الصناعات، ابتداءً من الإبرة، ومروراً بالطائرات والصواريخ والغواصات والمدافع والدبابات والمدرعات وناقلات الجند وحفارات البترول، وليس انتهاءً بالعقال والشماغ والدلة، وخلطة القهوة الجاهزة «أربيانا» الكورية! إذا كان الأمر كذلك، فهل أصبح السؤالُ مشروعاً: لماذا لا يستطيع العرب صناعة قوة يردعون بها المتربصين بهم، أو يؤدبون بها كلَّ مُعتدٍ يطال حدودهم، أو مجرما يقتل الأطفال والنساء والشيوخ ويهدم بيوتهم فوق رؤوسهم، حتى لو كان أسدا يعيش في غابة الأممالمتحدة (ولا أدري إن كان ثمة فرق إن قلت في غابة أم في غياب) أم أن العربَ ينتظرون الغربَ ليقوم بالمهمة نيابة عنهم، بعد أن عجز العربُ عنها مجتمعين؟ أم أنهم لم يجتمعوا أصلاً؟! دعونا والسياسة، فدمها ثقيل، وربما يكون خفيفاً يُراق كالماء الآسن، فلا ينفع حتى للغسل من الجنابة. ما رأيكم أن نتكلم عن الاقتصاد، فنسأل: هل صحيح، أنه كلما قلّ دخلُ الدول العربية؛ زاد فسادها المالي؟ دعونا أيضاً من الاقتصاد فهو كالمظلة لا نستخدمها إلا بعد الإصابة بضربة شمس. لنجرب الجانب الاجتماعي وتقليد الغرب، فنسأل: هل تتوقعون أن يأتي يومٌ يقدم فيه عربي دعوة لصديقه الغربي، يقول فيها: بمناسبة زواج كلبنا «مجروب» على الكلبة «مجروبة» بعد حب دام سبع سنوات، وستحضر المناسبة الكوافيرة «لوسي» وستقدم عروضاً خاصة لآخر صيحاتها في عالم تسريحات الكلاب الأليفة، ويمنع اصطحاب جوالات الكميرا، والكلاب المسعورة؟ أم تتوقعون أن يأتي يومٌ نقول فيه: بمناسبة وفاة والدنا نتشرف بدعوتكم لحضور حفل العشاء «بوفيه مفتوح» وستقام هذه المناسبة المؤلمة، في قصر «ليالي الأفراح» سائلين المولى جلت قدرته أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، إنا لله وإنا إليه راجعون.