أفادتني وزارة المياه باهتمامها وسرعة تجاوبها مع الرسالة التي وردت إلي قبل شهر من (م. ج) حول نصيبه من المياه، وكنت على وشك توجيه الشكر للوزارة الموقرة وإذا برسالة تأتي إلي من الأخ (م. ج) يعرب فيها عن شكره لوزارة المياه ولشركة المياه بجدة. قال الأخ (م. ج) الذي يرجو عدم نشر اسمه إنه يتوجب عليه بعد عتابه لوزارة المياه أن يذكر سرعة تجاوب الوزارة لحل مشكلته، صحيح أن الطلب قد يستغرق نحو مائة ساعة بسبب الزحام الشديد في جدة على استهلاك المياه، لكنه يقول إنه اتصل بشركة المياه يوم الثلاثاء الماضي يسأل عن جدول ورود المياه فلما أجابه الموظف عن يوم ورود المياه إلى الحي المسؤول عنه بقي محتارا بين أن ينتظر أو أن يبادر إلى شراء وايت ماء خشية أن يتأخر الوارد .. فكلنا نستطيع أن نصبر على الطعام يوما أو يومين ولكننا لا نقدر أن نحتمل تأخر المياه عن منازلنا حتى لا نتعفن – أكرمكم الله – وأخذ الأخ (م. ج) يسائل نفسه: هل يفتح محفظته لشراء الماء أم ينتظر صدق موعد الشركة، واختار أن يمسك يده .. وأن يبلغ أهله بالاقتصاد – والاقتصاد واجب علينا جميعا في القلة والكثرة في المياه. ولما جاء اليوم المقرر في الجدول إذا بالماء يثرثر في خزان أخينا (م. ج) ثرثرة مثل الموسيقى في الأذان، أو بتعبير نجبب محفوظ في إحدى رواياته «كان لوقع صوتها في أذنه نشوة مثل وقع نشوة العطر في الأنف» .. فما كذبت شركة المياه خبرا، ووجب لها الشكر على وفائها بوعدها .. ولا زال الماء يثرثر في خزانات الحي كله، ويقول أخونا العزيز: إن قيس بن الملوح لو خيِّر بين ثرثرة لبنى وثرثرة المياه لاختار الثانية .. ويرجو أخونا (م. ج) أن يهنئ جميع الجيران ولكنه أيضاً يتمنى ويلح في الأمنية والترجي لجميع جيرانه – بل للناس قاطبة – بأن يقتصدوا ما وسعهم الاقتصاد في استهلاك المياه، ويدعوهم إلى شراء مغارف .. بحيث لا تنزل قطرة ماء إلا في مغرف أو في سطل لكي يستفاد منها .. فلا تذهب هدرا. ويقول أخونا (م. ج): إن من التقوى أن نحافظ على الماء .. خصوصاً وأنت تتوضأ فالوضوء عبادة والغسل عن الجنابة عبادة والإسراف في الماء إثم فلا تخلط العبادة الرائعة البديعة وهي الوضوء بالإثم، وأما الغسل من الجنابة ففيه أيضا فائدة روحية .. وفائدة جسدية .. فما يخرج من الإنسان في الجماع إنما يُحلب من الجسم كله .. وكما ورد في بعض الآثار فهو «مخ ساقيك ونور عينيك» فالتقوى هنا أن تغتسل غسلاً تاماً، إذ روي عن الإمام علي أنه قال: «تحت كل شعرة جنابة» وأن توصل الماء في معاطف الجسد خصوصاً البدناء والبدينات لكن دون إسراف في استهلاك الماء. وفي الختام أوجه الشكر مضاعفا ومني ومن الأخ (م. ج) لوزارة المياه وشركة المياه بجدة. السطر الأخير: قال الله تعالى: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}