لاشك بأن الدولة بذلت جهودا في علاج البطالة، لكن هل عولجت هذه البطالة؟؟ والجواب ما زالت البطالة متفشية بين شبابنا وبناتنا، ولكن ما هو السبب في استمرار البطالة؟؟ هذا ما سنحاول إلقاء الضوء عليه في هذا المقال. جاء في كتاب لعبدالواحد الحميد عن أزمة البطالة في السعودية عالجها بنظرة عميقة، وما جاء في تقديم الدكتور غازي القصيبي لهذا الكتاب قال فيها «الموضوع يتعلق بمفارقة عجيبة: وجود الملايين من العمال الوافدين في الوقت الذي لا يجد فيه أكثر من 300 ألف مواطن فرصاً للعمل.. ومع ذلك ما زالت السعودة حلماً بعيد المنال، أو يبدو كذلك» وهذا الأمر يدعو للبحث في هذه الأزمة، والبحث عن أسباب استمرار البطالة فهناك عدة أسباب لاستمرار البطالة: أولا: المواطن نفسه وذلك في التستر، فجريمة التستر التي يرتكبها بعض المواطنين تسهم في استمرار أزمة البطالة، وجريمة التستر أنواع فهناك تستر بأن يبيع ضعاف النفوس غير السعودي حقهم في التجارة ويعطى غير السعودي الحق في إنشاء الشركات والمؤسسات مقابل ثمن بخس، فيربح غير السعودي الأموال ولا يكسب السعودي إلا دراهم معدودة. ونوع من التستر يمارسه بعض الشباب، فالدولة ضغطت على الشركات لتوظيف السعوديين، فعمد بعض الشباب إلى التسجيل في بعض الشركات اسميا، فيكون اسمه فقط مسجلا في كشوفات الشركة، ويتسلم في آخر الشهر مرتبا بسيطا، وبذلك تكسب الشركة كونها سعودت اسميا فترتفع أسهمها عند وزارة العمل. فهذا التصرف الذي قبله يعد خيانة وطنية يرتكبها بعض المواطنين وإرباكا لخطط الدولة، فالدولة تسن التنظيمات التي تهدف إلى إتاحة الفرصة للعمل، وبعض المواطنين يُفشل هذه التنظيمات!!!. ثانيا: العمالة الوافدة، ذلك أن هذه العمالة تحرص على استمرارية الوضع، واستمرارية الحاجة إليهم، ولذلك سوف يعملون على عدم فتح الباب والإعانة على توظيف السعوديين، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ولذلك نجد الشكوى من الشركات التي يتنفذ فيها الوافدون وأنها لا تفتح المجال لشبابنا. ثالثا: الثقافة المتوارثة، فثقافتنا السعودية تأنف من بعض الأعمال والمهن، فتجد الشاب السعودي يأنف من أن يعمل سباكا أو كهربائيا مع أنها تدر دخلا كبيرا، فمدينتي التي أعيش فيها بحثت عن سباك سعودي فلم أجد، إذن ستظل هذه المهن بعيدة عن السعودة بسبب الثقافة السعودية. هذه أبرز العوائق التي تعيق القضاء على البطالة في مجتمعنا.