رأى محمد سيد المحدثين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن تصريحات الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني التي نشرت الأحد وأفادت بأن لجنة إيرانية تدرس مرشحين محتملين لشغل منصب الزعيم الأعلى، تعبِّر عن تفاقم الصراعات داخل نظام الملالي. وقال سيد المحدثين ل «الشرق»: «إن تصريحات رفسنجاني لا يمكن النظر إليها إلا من زاوية الصراع الداخلي بين أجنحة نظام ولاية الفقيه الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 35 عاماً»، وأكد سيد المحدثين أن هذه التصريحات تأتي ضد علي خامنئي للتأكيد على ضرورة أن تدار سلطة ولاية الفقيه من قبل مجلس يشرف عليها وتكوين مجموعة مهمتها البحث عن الولي الفقيه اللاحق، وهذا ما يؤكد تفاقم الصراعات الداخلية في نظام الملالي. وكان الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني قال الأحد إن لجنة إيرانية تدرس المرشحين المحتملين لشغل منصب الزعيم الأعلى، وإن مجلس الخبراء مستعد لاختيار «مجلس زعماء اذا دعت الحاجة» بدلا من الزعيم الأعلى الوحيد الذي يحكم مدى الحياة. وأضاف القيادي في المعارضة الإيرانية أن التطورات التي شهدها عام 2015 وعلى وجه التحديد الاتفاق النووي وتراجع النظام مرغماً عن تصنيع القنبلة النووية، بالإضافة إلى الهزائم المتتالية التي يتلقاها مع النظام في سوريا وخسائره العسكرية المتزايدة، وقيام الائتلاف العربي في اليمن، ساهمت في إفشال مشروع النظام لفرض هيمنته على اليمن وعلى البحر الأحمر وباب المندب. ورأى سيد المحدثين أن كل ذلك يعد ضربات قاضية على مركز خامنئي باعتباره الولي الفقيه للنظام، ويأتي على حساب هيمنته الشديدة على النظام، وهو أمر يؤدى وبصورة مباشرة إلى فقدان المناعة لنظام ولاية الفقيه برمته. وأوضح سيد المحدثين أنه في مثل هذه الظروف تأتي محاولة رفسنجاني اليائسة لإنقاذ نظام ولايه الفقيه المفلس بإثارة أفكار ك «مجلس ولاية الفقيه» والبحث عن بديل لخامنئي من جهة، ومن جهة أخرى فهو يقوم بتصفية الحسابات مع خامنئي لاستعادة موقعه داخل النظام الذي خسره سابقاً. وأضاف أن ولاية الفقيه ليست سوى عباءة تم تفصيلها وحياكتها على مقاس خامنئي، وبفشل خامنئي فإن النظام سيفشل وسينتهي برمته. وقال القيادي الإيراني إن الظرف الراهن وما يجري داخليَّاً وخارجيَّاً يؤكد الحالة الهشة لنظام الملالي، وهي الآن أكثر هشاشة بكثير من أي وقت مضى، وفي حال اتباع سياسة صارمة وحازمة من قبل المجتمع الدولي والإقليمي حيال مخططات هذا النظام فإنه سينهار بسرعة. وختم القيادي سيد المحدثين بأنه يجب التجاوب مع هذه الفرصة التاريخية لأن إسقاط نظام ولاية الفقيه هو الطريق الوحيد لإنقاذ منطقة الشرق الأوسط وشعوبه من المآسي التي حلّت بمختلف البلدان ومنها سوريا والعراق ولبنان واليمن وكذلك إيران نفسها، بسبب الجرائم التي يقترفها نظام الملالي.