وصفت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية الاتفاق النووي الذي حصل بين نظام الملالي ودول 5+1، بأنه تراجع وخرق الخطوط الحمراء لخامنئي الذي ظل يؤكد عليها طيلة 12 عاماً مراراً وتكراراً. وأكدت السيدة رجوي في تصريحات أرسلت ل «الشرق» نسخة منها أن اتفاقاً دون توقيع لا يحمل الالتزامات الخاصة بمعاهدة دولية رسمية، سوف لن يقطع السبيل بالتأكيد على الملالي لمراوغاتهم وحصولهم على القنبلة الذرية. ورغم ذلك فإن هذا القدر من التراجع الإيراني، سوف يقضي على هيمنة خامنئي ويضعف الفاشية الحاكمة ويحدث زلزالاً فيها. وقالت رجوي إن هذا التراجع سيؤدي لا محالة إلى تفاقم الصراع على السلطة في قمة النظام وتغيير ميزان القوى الداخلية على حساب الولي الفقيه المنهك. إن الصراع على السلطة في قمة النظام سوف يستفحل في جميع مستوياته. ومن هذا المنطلق يمكن وصف الاتفاق الحاصل من ناحية المضمون والصياغة بأنه اتفاق «خسارة – خسارة». واستذكرت السيدة رجوي حقيقة أن المقاومة الإيرانية كانت الجهة الأولى التي كشفت النقاب عن مشاريع النظام ومواقعه وأساليبه لإخفاء برنامجه النووي طيلة ثلاثة عقود مؤكدة: إن رضوخ خامنئي ونظامه لهذا الاتفاق، يأتي بسبب الأوضاع المتفجرة للمجتمع الإيراني وآثار العقوبات، فضلا عن مأزق سياسة النظام في المنطقة، وكذلك قلقه حيال تشديد الشروط للاتفاق من قبل الكونجرس الأمريكي. وشددت رجوي عى أن دول 5+1 لو أبدت صرامة فلم يكن أمام النظام الإيراني سبيلاً سوى التراجع الكامل والتخلي الدائم عن محاولاته ومسعاه من أجل حيازة القنبلة النووية، وعلى وجه التحديد التخلي عن أية عملية تخضيب والغلق الكامل لمشاريع صنع القنبلة النووية. وقالت: يجب على هذه الدول الضغط من أجل عدم تدخل هذا النظام في شؤون دول المنطقة وقطع دابره في أرجاء الشرق الأوسط، وإدخال هذه الضرورة في أي اتفاق يبرم كأحد المبادئ الأساسية. ودون ذلك فإن أية دولة تقع في هذه المنطقة المتأزمة بالحروب والاضطرابات، من حقها أن تطالب بجميع التنازلات التي قدمت للملالي، الأمر الذي سوف لن يؤدي إلّا إلى إطلاق سباق تسليحي نووي في هذا الجزء من العالم. كما أكدت على ضرورة أن تخضع الأموال التي سيفرج عنها لمراقبة الأممالمتحدة كي تنفق لسد الحاجات الملحة لدى أبناء الشعب الإيراني، وإلا سينفق خامنئي هذه الأموال كما كان يفعله سابقا ضمن إطار سياسة تصدير الإرهاب والتطرف الديني إلى سوريا واليمن ولبنان، وقبل ذلك سيملأ جيوب جلاوزة قوات الحرس أكثر من ذي قبل.