أكد مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح الجاسر أهمية المرحلة الحالية في تاريخ المؤسسة، وما تشهده من تحول في استراتيجيتها وثقافتها المؤسساتية نحو الأسس التجارية، وما يتطلبه ذلك من استكمال تطوير منظومة الخدمات في كافة المواقع، مشدداً على ضرورة مضاعفة الجهود في المؤسسة وشركاتها لمواكبة الخطوات الحثيثة لمبادرات وبرامج التنمية في المملكة. جاء ذلك على هامش ورشة العمل التي عقدتها الخطوط السعودية أخيراً في منتجع نوفا في منطقة تبراك غرب الرياض، بحضور رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية سليمان الحمدان، وشارك فيها كافة رؤساء الشركات والوحدات الاستراتيجية وقيادات المؤسسة على مستوى جميع القطاعات، وذلك لمراجعة وتقييم ما تم تحقيقه من أهداف وإنجازه من مبادرات ضمن برنامج التحول الذي أُطلق منتصف العام الجاري، واستعراض مبادرات تطوير الخدمات والمنتجات، وخطط وأهداف العام المقبل 2016م. وتصدرت كلمة الحمدان برنامج اليوم الأول للقاء، ونوه فيها بالتحول الذي يشهده مجال الطيران المدني والتجاري في المملكة في هذه المرحلة المهمة التي تشهد فيها صناعة النقل الجوي تطورات كبيرة تفرض التفاعل معها وتلبية متطلباتها، مؤكداً على ضرورة التفاني لإنجاح برنامج التحول وتطوير أداء وخدمات الناقل الوطني، ليكون قادراً على المنافسة داخليّاً وإقليميّاً ودوليّاً في المنظور القريب. وشدد المهندس صالح الجاسر على أهمية الحرص على المساهمة بدور فاعل ضمن المنظومة الاقتصادية ليس في مجال النقل الجوي فقط، وهو الدور الذي تضطلع به شركة الخطوط السعودية للنقل الجوي وشركة الطيران الخاص، وإنما في كافة جوانب الصناعة من خلال شركات المؤسسة مثل هندسة وصناعة الطيران، والخدمات الأرضية، وتموين الطائرات، والشحن الجوي، والأكاديميات المتخصصة في علوم الطيران والخدمة الجوية والصيانة. واستضاف لقاء قيادات «السعودية» الخبير رون كوفمان أحد أشهر المحاضرين والمؤلفين في مجال الخدمة على مستوى العالم، فقدم محاضرة بعنوان تحسين الخدمة، تناول فيها أهمية مستوى الخدمة بالنسبة لعملاء الشركات وضرورة مواكبة التطورات والمتغيرات السريعة في هذا المجال، مؤكداً أن الخدمات هي ميدان المنافسة بين الشركات في شتى المجالات خصوصاً في مجال الطيران التجاري. واستعرض كوفمان بعض تجارب التحول الناجحة على مستوى العالم في مجال الاقتصاد والأعمال وفي مجال الطيران على وجه الخصوص، وكيفية الاستفادة من هذه التجارب لإنجاح مشروع التحول الحالي في الخطوط السعودية، مؤكداً أن ما تم إنجازه حتى الآن أمرٌ يدعو للفخر من قبل الإدارة التنفيذية وكافة الموظفين الذين هم شركاء ولاعبون أساسيون في كل مشاريع التحول الناجحة. واختتم كوفمان محاضرته بنقاش مفتوح وجماعي، شارك فيه جميع الحضور لكسر الحواجز وتذليل المعوقات التي قد تواجه برامج تطوير الخدمات في هذه المرحلة المهمة من تاريخ الخطوط السعودية الذي تشهد فيه تحولاً في استراتيجيتها المستقبلية وأهدافها التشغيلية، مما يفرض نشر وتعزيز الثقافية المؤسساتية الجديدة، التي تعتمد على تطوير الخدمات والمنتجات والتشغيل وفق أسس تجارية. وشارك قطاع الشؤون التجارية في شركة الخطوط السعودية للنقل الجوي بعرض تضمن الخطة التشغيلية لعام 2016م ووجهات السفر الحالية والوجهات الجديدة ضمن الخطة، وكذلك استعراض السعة المقعدية وأعداد الرحلات اليومية على القطاعين الداخلي والدولي، وعدد الضيوف المسافرين خلال العام المقبل، حيث من المتوقع أن يتجاوز العدد 30 مليون ضيف.