اظهرت القوات الأفغانية قدرات تدخل بطيئة في مواجهة اقتحام مقاتلي حركة «طالبان» مطار قندهار (جنوب) الذي يضم منطقة سكنية مدنية، وقاعدة مشتركة لقوات الحلف الأطلسي (ناتو) والقوات الحكومية، ما جعل القتال يتواصل لساعات بعد بدء العملية ليل الثلثاء، ويسفر عن مقتل 37 مدنياً على الأقل وجرح 35 آخرين. وكان الجيش الألماني في أفغانستان حذر في تقرير من «امكان سقوط مدن في يد «طالبان» خلال العام المقبل، في ظل ضعف الروح المعنوية لدى القوات الحكومية، وعدم قدرتها على مواجهة عناصر طالبان». وبررت السلطات عدم حسم القتال سريعاً بصعوبة اختراق القوات الحكومية منطقة المطار «المكشوفة جداً»، واستخدام المسلحين مدنيين «دروعاً بشرية»، فيما أعلنت الحركة التي تبالغ عادة في إعلان عدد ضحايا عملياتها، ان 10 من مسلحيها ارتدوا زي الجيش الأفغاني قتلوا وجرحوا أكثر من 150 جندياً أفغانياً وأجنبياً متعاقدين مع شركات أمنية لحماية المطار، ودمروا 27 ناقلة جند مصفحة، فيما نفى الحلف الأطلسي جرح أي من عناصره على رغم استهداف مراكزه في المطار بصواريخ. وتسعى «طالبان» الى إظهار قوتها ووحدة صفوفها، بعد أيام على إعلان كابول إصابة زعيمها الملا محمد أختر منصور بجروح بالغة في تبادل للنار مع قادة ميدانيين مناهضين له في الحركة، وهو ما نفاه منصور لاحقاً في رسالة صوتية مسجلة نُسبت إليه. في غضون ذلك، شارك الرئيس الأفغاني أشرف غني في اليوم الثاني من مؤتمر «قلب آسيا» الذي تستضيفه إسلام آباد لدعم الاستقرار والأمن في بلاده، وتعزيز الجهود المبذولة لمساعدة كابول في إجراء حوار مع «طالبان» وباقي الفصائل المقاتلة، تمهيداً لإبرام اتفاق سلام. وأقرّ المؤتمر تقديم مساعدات مالية لكابول من أجل تنفيذ مشاريع تدعم الحد من العنف، وتعزز السلام. واستقبل المسؤولون الباكستانيون غني بحفاوة، من دون ان يمنعه ذلك من إلقاء كلمة حادة قال فيها ان «عمليات الجيش الباكستاني في منطقة القبائل جعلت بلاده تستضيف حوالى نصف مليون لاجئ باكستاني». لكنه استدرك ان «الجيش الباكستاني لم يتعمد السماح بدخول آلاف من مقاتلي طالبان باكستان الى افغانستان والمشاركة في قتال الحكومة». وعزا غني الاضطرابات في بلاده الى عمليات جماعات خارجية مثل «القاعدة» و «داعش» والحركة الإسلامية في أوزبكستان والأويغور الصينيين والحركات الجهادية في الشرق الأوسط. وشدد على أن «القوات الأفغانية تقاتل نيابة عن المجتمع الدولي كله والمشاركين في مؤتمر قلب آسيا، فيما يتذوق الشعب الأفغاني وحده ألم المعاناة من هذه التنظيمات». وأضاف: «إذا كانت القاعدة النسخة الأولى من الإرهاب فداعش هو التطور السادس لتنظيمات الإرهاب، والأسوأ في تصرفاته». وطالب الرئيس الأفغاني بعلاقات قوية في مجالات الدفاع والاستخبارات والخارجية بين بلاده وباكستان إذا أراد الطرفان حل الإشكالات بينهما. ودعا رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف المؤتمرين إلى التعاون البنّاء في ما بينهم، ودعم جهود كابول لإرساء السلام والاستقرار الداخلي. والتقى شريف وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراجن علماً انه سيجتمع مع نظيره الهندي ناريندرا مودي بعد أيام في تركمانستان، في مراسم افتتاح بدء العمل لمد خط أنابيب غاز من تركمانستان عبر افغانستانوباكستان الى الهند تتجاوز كلفته 10 بلايين دولار. وطالبت سوشما الحكومة الباكستانية بالسماح للبضائع الهندية والافغانية بعبور أراضيها لمساعدة كابول، وهو ما ترفضه باكستان خشية ان يؤثر على اقتصادها وموادها المنتجة محلياً وصادراتها إلى افغانستان.