احتفلت المعارضة في فنزويلا أمس بغالبيتها البرلمانية، التي حققتها للمرة الأولى منذ 16 عاماً، في اقتراع جرى الأحد على خلفية استياء شعبي إزاء الأزمة الاقتصادية التي أفرغت متاجر هذا البلد الغني بالنفط. وصرح خيسوس توريالبا رئيس ائتلاف المعارضة «طاولة الوحدة الديمقراطية»، الذي أحرز النصر «اليوم بدأ التغيير في فنزويلا»، بعد فوز ائتلافه ب 99 مقعداً من أصل المقاعد ال 167 في البرلمان المؤلف من مجلس واحد، مقابل 46 مقعدا للحزب الاشتراكي الموحد بزعامة الرئيس نيكولاس مادورو، فيما لا يزال 22 مقعداً غير محسومة بعد في انتظار انتهاء عمليات فرز الأصوات. وتابع أن «الشعب قال كلمته بوضوح، العائلات الفنزويلية سئمت من معايشة تبعات فشل برنامج الحزب الاشتراكي الموحد في فنزويلا، الذي بنى شعبيته على البرامج الاجتماعية». واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني، أن الأمر يتعلق ب «تصويت من أجل التغيير» و«هو نداء واضح إلى جميع الفاعلين السياسيين والمؤسسات في فنزويلا لبدء جهود سياسية بناءة». وهنأ رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي (يميني) الفنزويليين وطالب بالإفراج عن المعارضين المسجونين وبينهم ليوبولدو لوبيز، رئيس حزب الإرادة الشعبية المعارض والعضو في «ائتلاف طاولة الوحدة الديمقراطية»، وهي مسألة سممت العلاقات بين البلدين. من جهته أعلن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو دعمه لنيكولا مادورو، الذي خاض بحسب قوله «معركة استثنائية» خلال هذه الانتخابات الخاسرة، التي تضع حليفه الاستراتيجي والشريك التجاري الرئيس للجزيرة في وضع صعب. وفي حال الحصول على المقعدين اللازمين لإحرازه أكثرية 61%، يمكن لهذا الائتلاف الفائز المتنوع من اليسار إلى اليمين المتشدد، إطلاق إجراءات لحجب الثقة عن نائب الرئيس أو أحد الوزراء. كما أنه يعتزم تبني إصلاحات اقتصادية في النصف الأول من السنة المقبلة، إضافة إلى العفو عن 75 سجيناً سياسياً .