نبَّهت دراسة علمية في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية إلى مخاطر الأداء الإعلامي غير المنضبط في متابعة جرائم جماعات الإرهاب، وما قد يترتب على ذلك من ترويج لأباطيل هذه الجماعات ونشر لأفكارها المنحرفة التي تتستر خلف شعارات دينية. وأوصت الدراسة التي أعدها رئيس قسم الإعلام في الجامعة الدكتور أحمد الشاعر باسردة، بتفعيل دور وسائل الإعلام التقليدي والجديد في استثمار قيم المواطنة لمكافحة الإرهاب والتطرف ودحض مزاعم التنظيمات الإرهابية وتعزيز إسهامات المواطنين في دعم جهود الأجهزة الأمنية في محاصرة الإرهاب على كافة المستويات. وأكد باسردة في دراسته التي حملت عنوان (دور الإعلام في استثمار قيم المواطنة لمكافحة الإرهاب) على أهمية دور الإعلام بكل وسائله في تعزيز الانتماء والمواطنة ودعم المشروع الوطني للدولية وحشد الطاقات الوطنية في مواجهة أي أخطار تهدد أمن واستقرار البلاد أو المساس بمكتسباتها وثوابتها، معرباً عن أسفه لقصور أداء الإعلام العربي ومحدودية تأثيره في سبيل تعزيز مبادئ المواطنة والإفادة منها في تفعيل مسؤولية المواطنين في التصدي لجرائم الإرهاب. وطالب بضرورة قيام وسائل الإعلام بدورها ومسؤوليتها في التحذير الواقعي والمتزن من مخاطر الإرهاب وتهيئة كافة فئات المجتمع للمشاركة الفاعلة في مكافحة التنظيمات الإرهابية والإفادة من المزايا النسبية لكل وسيلة إعلامية في كشف الوجه القبيح للإرهاب، وفق استراتيجية متكاملة تُعنى بالتنشئة الاجتماعية السوية، والتربية الدينية الصحيحة، ورصد كافة مزاعم المتطرفين والإرهابيين، وبيان مجافاتها لتعاليم الإسلام السمحة، بعيداً عن محاولات الإثارة واللهاث المحموم وراء ما يسمى بالسبق الإعلامي، التي ربما تضفي بطولات زائفة ووهمية على الإرهابيين، وتقدم دعاية مجانية للتنظيمات الإرهابية، وتسهم في الترويج لمزاعمها أو تبرير جرائمها. ودعا باسردة وسائل الإعلام إلى التركيز على قيم المواطنة الإيجابية وإبرازها على أوسع نطاق، والتأكيد على أهمية دور المشاركة المجتمعية في مكافحة الإرهاب وحرمان المنظمات الإرهابية من نشر أفكارها المنحرفة، أو التغرير بالشباب وصغار السن واستقطابهم أو كسب تعاطفهم مع ما تقوم به من جرائم وأعمال تخريبية.