بخطوات واثقة يقودها حس أمني فريد، وقدرات إدارية وسياسية رفيعة، وشيم ومناقب إنسانية نبيلة، نال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأعضاء هيئة البيعة ليتولى مسؤولية ولي ولي العهد، ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء إلى جانب عمله وزيراً للداخلية، والذي عرف - حفظه الله - بقيادته سفينة الأمن بالمملكة بخبرات ربان ماهر طالما أشاد الجميع بحنكته وحكمته وقدرته على استشراف المستقبل ومواجهة تحدياته ومستجداته بعزيمة صادقة وسعي مخلص للحفاظ على مكتسبات الوطن وأمن المواطن. تعيينه ولياً لولي العهد ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء يؤكد الثقة في مواصلة النجاح والإنجاز وكانت فرحة الشعب السعودي بتعيين سموه - حفظه الله - ولياً لولي العهد، ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء خير تعبير عن تقدير أبناء المملكة لجهوده الكبيرة في الحفاظ على أمن البلاد والعباد في جميع المناصب التي شرفت بتوليه لها، وثقتهم في قدرته على مواصلة مسيرة النجاح والإنجاز، لاسيما فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب، بإستراتيجية أثبتت الأيام نجاحها في تجفيف منابع التطرف ومصادر تمويله وتفنيد مزاعم وأباطيل المتطرفين والغلاة والمخربين، من خلال تفعيل مشاركة أبناء الوطن في التصدي لهذه الفئة الضالة والإعلاء من قيمة المناصحة لتصحيح الفكر المنحرف الذي يغذي الإرهاب والتطرف. رجل الأمن القوي ولم يكن مستغرباً أن تصف الجهات الدولية المعنية بالأمن ومكافحة الإرهاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف برجل الأمن القوي الحكيم، الذي صمم ونفذ استراتيجية المملكة المتميزة في التصدي للتنظيمات الإرهابية في إطار رؤية أوسع للأمن بمفهومه الشامل الذي يبدأ بمواجهة الفكر الضال قبل أن يتحول إلى سلوك إجرامي. وأكدت مؤسسة "كارينغي" للسلام الدولي في تفسير تسميتها ل"برنامج المناصحة" باسم "الإستراتيجية السعودية اللينة" و"القوة الناعمة"، على أن هذا التوجه الحكيم في مكافحة الإرهاب يحسب لسمو الأمير محمد بن نايف ويميز التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب عن غيرها من التجارب الأخرى. وهو ما عبّر عنه أيضاً سفير بريطانيا السابق لدى المملكة "شيرارد كوبير" بقوله: "إن ما يميز رؤية صاحب السمو الملكي محمد بن نايف في مكافحة الإرهاب أن يتخذ خطوات أبعد من الإجراءات الأمنية المجردة، حيث يستخدم الإعلام والإنترنت في محاربة الفكر المنحرف وتحصين الشباب من مخاطره"، والأهم أنه نجح في أن يُفقد التنظيمات الإرهابية أي تعاطف مع ما تروجه من مزاعم لتبرير جرائمها، من خلال التعامل الإنساني مع أُسر المطلوبين ومراعاة مشاعر أمهات وآباء المتورطين في الجرائم الإرهابية. ووصفت أبرز وسائل الإعلام العالمية مثل صحيفة "واشنطن بوست" سموه بقائد أكبر حملة عالمية لمكافحة الإرهاب، وكذلك ما أوردته صحيفة "تلغراف" من وصف سمو الأمير محمد بن نايف بأنه رجل الداخلية القوي والجنرال المحنك الذي حقق نجاحات كبيرة في التصدي لجماعات التخريب والعنف. وفي السياق ذاته قالت صحيفة "فاينينشال تايمز": "إن الأمير محمد بن نايف استطاع أن يقود حملة بلاده في مكافحة الإرهاب بنجاح كبير، وأحبطت المملكة بإدارته الناجحة لجهود مكافحة الإرهاب أكثر من (160) عملية إرهابية". رؤية واضحة وإذا كان العالم يشهد بنجاح الإستراتيجية السعودية في مكافحة الإرهاب ويشيد بالفكر الراقي للأمير محمد بن نايف في بنائه وتنفيذه فإن المجتمع السعودي يرى في سموه صمّام الأمن ليس في مواجهة الإرهاب فقط، بل كل خطر يهدد أمن البلاد والعباد الذي يملك رؤية واضحة لكل أبعاد المشهد الأمني السياسية والثقافية والاقتصادية والإنسانية، تمكنه من تقديم حلول شاملة ومتكاملة لكافة القضايا الأمنية، بما في ذلك التعاون والتنسيق مع كافة دول العالم في التصدي لكل أشكال الجرائم العابرة للحدود مثل المخدرات والإرهاب وغسل الأموال التي ثبت ارتباطها الوثيق فيما بينها. ويتجلى الجانب الفكري في شخصية سمو الأمير محمد بن نايف في أنه لا يعتمد على رد الفعل بقدر ما ينطلق من قراءة موضوعية لاستشراف المستقبل وبناء منهجية متكاملة للعمل الأمني المؤسس على الوعي والقدرة على التحليل والمقاربة بين الخبرات والتجارب السابقة في ذات الوقت. وانطلاقاً من هذا الملمح في شخصية سموه -حفظه الله- أصحبت وزارة الداخلية أشبه بمختبر علمي لتحليل كل الظواهر والقضايا والمشاكل المرتبطة بالأمن والسعي إلى دراسة أسبابها وتأثيراتها وتقديم حلول علمية شاملة لها لا تقتصر فقط على المعالجة الأمنية، وليس أدل على ذلك من نجاح الأجهزة الأمنية في توجيه ضربات استباقية ناجحة أفشلت مخططات التنظيمات الإجرامية وعصابات الجريمة المنظمة، وكذلك نجاح برنامج المناصحة الذي تبناه سمو وزير الداخلية لإعادة تأهيل ودمج أصحاب الفكر المتطرف بعد إعلان توبتهم عبر التركيز على الجوانب الشرعية والفقهية النافية للفكر الضال، وإحاطة المستفيدين من البرنامج بالعناية الاجتماعية. واتفق الخبراء على أن نجاح هذه الإستراتيجية هو ما أثار حنق التنظيمات الإرهابية التي حاولت اغتيال سموه -حفظه الله-، ورغم ذلك لم تتغير رؤيته في مد يد العون والمساندة والدعم للشباب الذين غُرر بهم بعد إعلان توبتهم وتراجعهم عن هذا الطريق المعوج الذي يتنافى وسماحة الإسلام ووسطيته وقيمه العليا. تكامل وتنسيق ويشهد الجميع بحنكة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف السياسية والإدارية، والتي تجلت في كثير من البرامج لتعزيز قدرات الأجهزة الأمنية وتحقيق أكبر مستويات التكامل والتنسيق فيما بينها، كما تجلت في حرص سموه على التنسيق والتعاون مع كافة الدول الشقيقة والصديقة في حفظ الأمن، وتفعيل آليات التعاون الدولي في مكافحة الجريمة المنظمة والعابرة للحدود، الذي تمثل في زيارته إلى عدد من الدول الأجنبية فور توليه مسؤولية وزارة الداخلية ولقاءاته بالقيادات السياسية والأمنية في هذه الدول، ولم يغفل سموه في هذا الاتجاه تأمين حدود المملكة، وتشديد إجراءات ضبطها، وكذلك توفير الدعم اللازم من كوادر وتجهيزات ضمن منظومة أمنية متكاملة. ومن الملامح الرائعة في شخصية سموه التي يتوقف عندها كثير ممن اقتربوا منه هذه القدرة الفائقة على المزج بين الخبرات الأمنية التي اكتسبها منذ وجد نفسه يعيش في بيئة أمنية ذات خصائص تتسم بالقوة والصلابة وبالقدرة على الإدارة المتفوقة، وتسخير الطاقات البشرية والفنية والمادية لخدمة الوظيفة الأمنية على أعلى المستويات وبدرجة قصوى من الدقة والانضباط والجدية والحزم، وقد مكنه ذلك من إيجاد بيئة أمنية قائمة على الحب والاستشعار الكامل للمسؤولية لدى الفرد، أو لدى المنظومة الأمنية، أو لدى الأجهزة الأمنية على اختلاف مهامها ووظائفها، ويتجلى ذلك في حرصه الكبير على توظيف طاقات جميع الأجهزة الأمنية في بوتقة العمل المشترك والموحد لتحقيق أكبر عائد على المؤسسة الأمنية، وبالتالي على الوطن في مختلف أرجائه، وعندما تجتمع الخبرة والفكر والقدرة الإدارية مع الحب وضوابط المسؤولية، فإن الناتج هو بناء مؤسسة يحترمها الجميع ويثقون في قدرتها. محبوب الجميع ولعل أهم ما في هذا الملمح هو أن الأمير محمد بن نايف، وباكتساب هذه الصفة من والده الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - استطاع أن يساهم بفعالية في تجسير الهوة السحيقة في العادة بين المواطن والأجهزة الأمنية، وأن يقيم جسوراً بين المؤسسة الأمنية وبين المواطنين، ليس فقط من أجل تعزيز عوامل الطمأنينة والثقة بين الطرفين، وإنما من أجل أن يصبح المواطن أو المقيم هو عين الوطن وعونه الأول لرجل الأمن في محاصرة الجريمة بأشكالها المختلفة وبتشعباتها المعقدة. ولعل أروع ما في هذه الثنائية التي صنعها الأمير محمد بن نايف أنها عززت روح الانضباط واحترام الجميع للأمن وثقته في كل من ينتمون إليه. وفي هذا الاتجاه أيضاً فإن سجية الأمير محمد بن نايف الغالبة هي تعامله مع كل من حوله، أو مع جميع فئات المجتمع ومستوياته التي جعلته محبوباً لدى الجميع، وتلك مزايا يتمتع بها من وهبهم الله "كاريزما" خاصة، بحيث تجتمع فيهم الشخصية القيادية منظمة التفكير والشخصية المرنة والمتسامحة والمتقبلة للرأي الآخر، والحريصة على تحليل المعلومة والتريث في إصدار الأحكام وإعمال التفكير، مستفيداًً من تكوينه الذهني والنفسي الميال إلى الهدوء وعدم التسرع، والحسم في النهاية مع عدم التأجيل أو التأخير وتسخير الطاقات البشرية الملائمة لتحقيق الأهداف المرسومة بعناية. إنسانية الأمير وتبقى إنسانية الأمير محمد بن نايف هي الملمح الأكثر حضوراً، الذي يتجلى في قربه من رجال الأمن سواء من الضباط أو الأفراد، ولايزال يذكر جولة سموه على المقرات والمعسكرات الأمنية في موسم الحج لتفقد سير العمل وضمان تقديم الأجواء الآمنة لضيوف بيت الله الحرام قبل عدة سنوات، عندما زار معسكر الأمن العام في المشاعر المقدسة والتقى رجال الأمن وتحدث معهم، حيث كان مهيأ ساحة بها مجموعة من قطع "الزل" للجلوس أرضاً، فيما خصص لسموه والقيادات الأمنية كراسي للجلوس فيها، وعندما وصل إلى الموقع رفض الجلوس على الموقع المخصص له وشارك رجال الأمن من الضباط والأفراد بالجلوس أرضاً، في رسالة واضحة الدلالات تضاف إلى رعايته المستمرة لرجال الأمن الذين يتعرضون لإصابات جراء العمل الأمني في جميع أنحاء المملكة، ومنهم رجال الدفاع المدني، والاطمئنان عليهم شخصياً، والتأكد من الرعاية الصحية المقدمة لهم، وعند حاجة أية حالة صحية لأي رجل أمن للعلاج في الخارج يحرص سموه على توفير كافة الإمكانات لنقله إلى أفضل مستشفيات العالم، إضافةً إلى الوقوف بمجلس عزاء جميع من قدموا دماءهم الطاهرة في حماية الوطن من شهداء الواجب والحرص على مواساة أسرهم. شهداء الواجب ولم يغفل سموه الشهداء وأسرهم والمصابين في الأعمال الإرهابية، حيث كان له دور كبير في تخصيص مكتب لرعاية أسر شهداء الواجب والمصابين في وزارة الداخلية، الذي تم إنشاؤه في عام 1425ه، لتوفير كافة متطلبات أسر شهداء الواجب في المواجهات الأمنية منها سداد ديون الشهيد، توفير منزل لأسرته وأبنائه، توفير العلاج لهم ورعايتهم والتكفل بدراسة أبنائهم. ولم تنحصر إنسانية سموه في التعامل مع رجال الأمن، بل امتدت إلى أهالي المطلوبين من خلال متابعتهم وتوفير متطلباتهم التي يحتاجونها، وشملت مراعاته لهم وإنسانيته المطلوبين أنفسهم، وظهر ذلك جلياً خلال المكالمة التي بثت له مع مطلوب كان يتظاهر برغبته بتسليم نفسه في محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها قبل سنوات في منزله بمحافظة جدة، وكان للأمير محمد بن نايف دور كبير في استعادة السعوديين المعتقلين في "جوانتانامو"، وكان حريصاً على أن يزف البشرى لأهاليهم بنفسه عبر اتصال هاتفي لكل أسرة، ولم يتوقف حرصه على ذلك، بل امتد إلى تعليمهم وتزويجهم وحضر زواج عدد منهم، وفي دائرة أوسع وأشمل كانت مبادرات سموه لدعم الكثير من برامج العمل الخيري والتطوعي والإنساني التي عم نفعها فئات كثيرة من أبناء المجتمع السعودي. ولي ولي العهد سخَّر كل جهده للوقوف بحزم ضد الإرهاب إنسانية الأمير محمد عنوان مهم في مسيرة رجل دولة الأمير محمد حضور عربي ودولي مميز لجهوده في مكافحة الإرهاب