عرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس على الفلبين تزويدها بسفينة حربية في إطار صفقة مساعدات بقيمة 250 مليون دولار لحلفائه في جنوب شرق آسيا القلقين من مساعي الصين للسيطرة على بحر الصينالجنوبي. وقدّم أوباما ذلك العرض أثناء وجوده على سفينة تابعة للقوات الحربية الفلبينية بعد قليل من وصوله إلى مانيلا للمشاركة في قمة قادة آسيا والمحيط الهادئ التي يشارك فيها كذلك نظيره الصيني شي جينبينغ. وقال أوباما أثناء إعلانه عن تلك المساعدة «زيارتي إلى هنا تؤكد على التزامنا المشترك بأمن مياه هذه المنطقة وحرية الملاحة». ويهدف هذا العرض إلى طمأنة حلفاء واشنطن بالتزامها بالحفاظ على الأمن في مياه المنطقة في أعقاب قيام الصين ببناء جزيرة صناعية في مناطق من بحر الصينالجنوبي الذي يتنازع عدد من الدول السيادة عليها. وتؤكد الصين أحقيتها في هذا البحر، الذي يُعد ممراً مائياً استراتيجياً يمر فيه عدد من أهم خطوط الملاحة في العالم. وتطالب كل من الفلبينوفيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان بالسيادة على أجزاء من البحر الذي يعتقد أنه يحتوي على مخزونات كبيرة من النفط والغاز. وقامت الصين مؤخراً ببناء جزر صناعية في مناطق من البحر قريبة من الفلبين ما دفع بالولايات المتحدة إلى إرسال مدمرة وقاذفات بي-52 إلى المنطقة. ومن المرجح أن يثير إعلان أوباما غضب الصين التي تؤكد على أنه ليس للولايات المتحدة أي حق في التدخل في نزاعات حول مياه بعيدة عنها. ودعت الصين مراراً إلى أن تركز القمة السنوية للتعاون الاقتصادي بين آسيا والمحيط الهادئ التي تبدأ اليوم، حصرياً على التجارة وألا تضيع وقتها في التركيز على الخلافات. وستحصل الفلبين التي يُعد جيشها الأضعف في آسيا وتنتقد الصين بشكل علني، معظم الدعم الأمريكي. وقال أوباما إن الفلبين ستحصل على سفينة تابعة لخفر السواحل الأمريكي ليتم تحويلها إلى سفينة حربية جديدة «ستعزز قدرات البحرية على القيام بدوريات طويلة». وأضاف أن الفلبين ستحصل كذلك على سفينة أبحاث لتساعدها في تحديد مياهها الإقليمية. كما ستحصل على مساعدة قياسية قيمة 79 مليون دولار لتعزيز أمن النقل البحري خلال هذه السنة المالية، وهو أكبر مبلغ مساعدات تتلقاه أي دولة جنوب شرق آسيوية. وصرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع الفلبينية بيتر غالفيز أن هذه المساعدة «ستساهم بشكل كبير في تعزيز قدراتنا للأمن البحري». وستحصل فيتنام، عدوة واشنطن السابقة، والتي تنتقد الصين بشدة على 40.1 مليون دولار كمساعدات خلال السنة المالية الحالية والمقبلة، طبقاً لبيان أصدره البيت الأبيض. أما إندونيسيا التي لا تدعي أحقيتها في بحر الصينالجنوبي ولكنها طلبت من بكين توضيح وضعها في ذلك البحر، فستحصل على نحو 20 مليون دولار لمساعدتها في «حماية مناطقها البحرية». سيعقد الرئيس أوباما اليوم اجتماعاً مع نظيره الصيني في مستهل قمة أبيك التي تجمع قادة من 21 بلداً تقع على المحيط الهادئ تمثل أكثر من نصف اقتصاد العالم. وعلى الرغم من أن القمة التي تستمر يومين ستركز على تعزيز وحدة التجارة، إلا أنها ستناقش كذلك قضايا عالمية أخرى. وستلقي اعتداءات باريس التي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها وأدت إلى مقتل 129 شخصاً، بظلالها على قمة هذا العام. ووصل أوباما والرئيس الصيني وعدد من القادة الآخرين إلى مانيلا أمس من تركيا بعد قمة مجموعة العشرين التي ركزت بشكل خاص على تنظيم داعش وطرق تدميره.