قال وزير الخارجية عادل الجبير إن المملكة ساهمت في دعم عديد من اقتصادات الدول، عن طريق تقديم مساعدات وقروض ميسرة للدول النامية، والأقل نمواً بما يفوق 120 مليار دولار (نحو 450 مليار ريال) خلال العقود الثلاثة الماضية. وشدد الجبير على أن أهمية بلورة شراكة قوية وفاعلة بين دول أمريكا الجنوبية والعالم العربي، لا تقتصر فوائدها على الجانبين، بل تمتد لتشمل خدمة خطة التنمية الدولية المستدامة، وفي إطار تعاون متعدد الأطراف تحت مظلة الشرعية الدولية، وذلك عبر ترسيخ مبادئ ميثاق الأممالمتحدة. وقال الجبير في كلمته التي ألقاها مساء أمس خلال لقاء وزراء الخارجية في الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية إن «القمة الأولى بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية التي عُقدت في برازيليا في مايو 2005م دشنت مرحلة الشراكة والتعاون بين المجموعتين، وهذا ما سعت إلى تحقيقه قمتا الدوحة وليما، من أجل تحقيق التقدم المتنامي في معدلات التبادل التجاري، وحجم الاستثمارات والتجارة البينية، والعمل على تطوير دور الروابط البحرية والجوية بين الإقليمين لتحقيق هذا الهدف». وأضاف الجبير: «إدراكاً من المجموعة العربية لأهمية العلاقة مع الأصدقاء في مجموعة دول أمريكا الجنوبية، فقد حرص الاجتماع العربي الوزاري الأخير في دورته ال 144 بالتأكيد على تعزيز التعاون بين المجموعتين في كافة المجالات، والمشاركة في جميع النشاطات والاجتماعات المقرر إقامتها». ويرى الجبير أن «البعد الجغرافي في الماضي شكّل عائقاً أمام تطوير العلاقات بين المجموعتين، إلا أن ثورة المعلومات مكّنت شعوبنا من فهم ومعرفة ثقافة بعضنا البعض، كما أن طفرة المواصلات قربت المسافات وسهلت التنقل فيما بيننا». يُضاف إلى ذلك القواسم المشتركة، وفي مقدمتها القيم والمفاهيم الإنسانية والأخلاقية التي تمثل الأساس الصلب لأي علاقة، علاوةً على القيم الدينية والحضارية المشتركة، والروابط الأسرية للعوائل العربية المهاجرة لأمريكا اللاتينية». وأوضح الجبير أن «جميع هذه الحقائق من شأنها إزالة أيّ مُعوقات لزيادة الفرص الواعدة بين الجانبين، خصوصاً في ظل ما نتمتع به من إمكانات كبيرة، تحثنا على زيادة التجارة والاستثمار فيما بيننا، وفي عديد من مجالات التعاون المشترك». وأضاف الجبير أن الاقتصاد العربي رغم كونه اقتصاداً نامياً، إلا أنه ساهم في مساعدة الدول الأقل نمواً في العالم، فعلى سبيل المثال، فإن اقتصاد المملكة الذي يعتبر جزءاً رئيساً من منظومة الاقتصاد العالمي، ضمن قائمة دول العشرين، ساهم وبشكل خاص بإجمالي مساعدات وقروض ميسرة للدول النامية، والأقل نمواً. ونوه وزير الخارجية بالتوافق بين وجهات النظر بين الجانبين تجاه عديد من القضايا والمسائل، وفي مقدمتها مساندة دول أمريكا الجنوبية للقضايا العربية العادلة، وفي نفس السياق، فإن الجانب العربي يسعى دائماً إلى مؤازرتكم في عديد من قضاياكم العادلة.