أعلنت السلطات الأفغانية أن معارك ضارية تدور في جنوب شرق البلاد بين فصيلين تابعين لحركة طالبان أوقعت عشرات القتلى، وكانت لا تزال مستمرة أمس. وتدور هذه المعارك في إقليمين منعزلين من ولاية زابل، وهي الأولى من نوعها بين عناصر طالبان الموالين للملا اختر منصور الخليفة الرسمي للملا عمر، وبين الموالين للملا محمد رسول بعد اختيار الأخير على رأس فصيل لطالبان. وقال إسلام غول سيال المتحدث باسم حاكم الولاية إن "المواجهات بين المجموعتين بدأت السبت ولا تزال متواصلة" أمس الأحد. وأوضح أن الملا دادالله أحد مساعدي الملا رسول يقود المتمردين، في حين وصلت إلى أنصار الملا منصور "تعزيزات من ولايات مجاورة". وأوقعت المعارك 53 قتيلاً في صفوف الفصيل المتمرد ونحو "عشرة قتلى" في صفوف الفصيل الموالي، حسب المتحدث باسم حاكم الولاية. إلا أن غلام جيلاني فرحي مساعد قائد الشرطة في الولاية رفع حصيلة القتلى إلى ثمانين، بينهم ستون في صفوف المتمردين وعشرون في صفوف الموالين. وبما أن المعارك تدور في مناطق تخرج عن سيطرة الجيش الأفغاني من الصعب التأكد من أي حصيلة للقتلى. ويعتبر أنصار الملا رسول أنهم الورثة الشرعيون للملا عمر. وكان الإعلان عن وفاة الملا عمر الصيف الماضي قد أثار أزمة داخل قيادة حركة طالبان واعتبر بعض قادتها أن تسمية الملا منصور خليفته كانت متسرعة. وأعلن الملا رسول رفضه لشرعية الملا منصور خلال اجتماع جمع العشرات من أنصاره الثلاثاء الماضي في ولاية فرح في جنوب غرب أفغانستان. ومع أنه من الصعب معرفة الوزن الفعلي للملا رسول داخل أنصار حركة طالبان، يبدو أنه يجذب "أنصار الخط المتشدد"، حسب ما يقول المحلل والقيادي السابق في طالبان وحيد مجاهد. وللدلالة على ذلك أعلنت شرطة زابل أن "مقاتلين ينحدرون من أوزبكستان" يناصرون الملا رسول قطعوا رؤوس سبعة أشخاص من أقلية الهزارة الشيعية في ولاية زابل.