قُتِل 23 شخصاً في هجومين تبنتهما حركة «طالبان» الأفغانية، بينهم 17 بتحطم مروحية عسكرية أفغانية في جنوب البلاد، و6 آخرون في هجوم انتحاري في ولاية لوغار جنوب العاصمة كابول اعتبر الاول الكبير الذي تشنه الحركة منذ اعلان وفاة زعيمها الملا محمد عمر الأسبوع الماضي. وقالت وزارة الدفاع الأفغانية إن «المروحية سقطت بسبب عطل تقني في منطقة شينكاي بولاية زابل (جنوب) الخالية نسبياً من المتمردين، وقتل على متنها 12 جندياً و5 من أفراد الطاقم». وأعلن حاكم مقاطعة شينكاي محمد قاسم خان ان متمردي «طالبان» غير ناشطين في المنطقة، «ما يستبعد فرضية استهداف المروحية بهجوم». لكن الحركة تبنت العملية، مشيرة الى انها أسقطت المروحية بصاروخ، علماً ان متمرديها يضخمون غالباً حجم عملياتهم وضحايا هجماتهم على الشرطة والجيش الأفغانيين. وطالما اعتبر تحطم الطائرات خطراً محدقاً بالنسبة الى القوات الافغانية والأجنبية، في ظل الاعتماد في شكل كبير على التنقل جواً لاجتياز التضاريس الوعرة لقتال «طالبان». وأسقط المتمردون في مرات نادرة مروحيات للحلف الأطلسي (ناتو)، بينها طائرة «تشينوك» أميركية عام 2011 حين قتل 30 أميركياً. وقتل 5 جنود بريطانيين بتحطم مروحيتهم في ولاية قندهار في نيسان (ابريل) الماضي. وقال غرايم سميث، أحد كبار المحللين في مجموعة الازمات الدولية في افغانستان، ان القوات الافغانية تملك 83 مروحية «ام آي 17 للنقل الجوي، يخضع عدد كبير منها لصيانة حالياً، ما يمثل مشكلة جدية لسلاح الجو الافغاني في موسم القتال. أما طالبان فتستخدم أسلحة مضادة للطائرات في شكل متزايد، ما يشكل خطراً على سلاح الجو الأفغاني». وفي ولاية لوغار، فجّر انتحاري من «طالبان» شاحنة مفخخة أمام مركز للشرطة. وقال محمد قاري ورا، مساعد قائد شرطة ولاية لوغار ان «الانفجار كان قوياً الى حد إلحاق أضرار كبيرة بثلاثة مبانٍ مجاورة» مشيراً الى سقوط 3 شرطيين و3 مدنيين، اضافة الى ثلاثة جرحى. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية نجيب دانيش: «انها أول عملية انتحارية منذ تعيين الملا منصور زعيماً لطالبان»، ما أحدث انقسامات داخلية في الحركة بسبب رفض قسم من عناصرها بينهم افراد في عائلة الملا عمر مبايعة الزعيم الجديد. وألقى هذا الصراع بظلاله على عملية السلام الهشة التي تهدف الى انهاء الحرب الطويلة في افغانستان. ونأت «طالبان» بنفسها عن الجولة الثانية من المحادثات مع كابول والتي كانت مقررة الجمعة الماضي، إذ قالت انها «لم تتبلغ» بعقدها. ثم ألغيت الجولة بعد إعلان وفاة الملا عمر.