استعاد مسلحون مناهضون لبشار الأسد السيطرة على بلدةٍ تقع على طريقٍ رئيسٍ بالقرب من محافظة حماة، في وقتٍ أكدت موسكو تكثيفها «الاتصالات مع المعارضة السورية»، فيما أعلنت باريس إرسال حاملة الطائرات «شارل ديغول» للمشاركة في عمليات ضد تنظيم «داعش» الإرهابي. وأفادت مصادر بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان بسيطرة مقاتلي المعارضة على بلدة مورك بعد معارك شرسة مع جماعاتٍ مسلحةٍ مواليةٍ للنظام. وتقع مورك إلى الشمال من مدينة حماة على طريقٍ سريعٍ ذي أهمية استراتيجية كونه يتيح السيطرة على مناطق غرب البلاد. ويحاول جيش الأسد مدعوماً بجماعاتٍ مسلحةٍ مواليةٍ له استعادة أراضٍ في هذه المناطق خرجت عن سيطرته قبل أشهر. وأكد قائد جماعة «فرسان الحق» التي تشارك في القتال تحت لواء الجيش الحر، فارس البيوش، تحرير البلدة بالكامل، وهو نفس ما ذكره مصدرٌ عسكري آخر، بينما تجاهلت وسائل إعلام النظام الأمر. وأشار مرصد حقوق الإنسان إلى سيطرة مقاتلين من جماعة «جند الأقصى»، يدعمهم مسلحون آخرون، على البلدة ليل الأربعاء- الخميس بعد إطلاق مئات القذائف والصواريخ. لكن المرصد لاحظ استمرار القتال. وذكَّر مديره، رامي عبدالرحمن، بأن قوات النظام استعادت المنطقة في أكتوبر 2014 بعد قتالٍ أسفر عن مقتل كثيرٍ من أفرادها «لكنها خسرتها مُجدَّداً خلال ساعات». إلى ذلك؛ أفصحت الرئاسة الفرنسية عن قرارٍ بإرسال حاملة الطائرات «شارل ديغول «المشاركة في العمليات ضد تنظيم «داعش». وربطت الرئاسة، في بيانٍ لها بعد اجتماعٍ دفاعي مصغر خُصِّص للوضع في سورياوالعراق، بين القرار و»المشاركة في العمليات ضد التنظيم الإرهابي والمجموعات التابعة له». وترسو الحاملة «شارل ديغول»، الوحيدة لدى فرنسا، في تولون «جنوب» حيث تخضع لعمليات صيانة منذ الربيع الماضي. وسبق أن نُشِرَت لمدة شهرين هذا العام، من 23 فبراير إلى منتصف إبريل، للقيام بعمليات ضمن الائتلاف الدولي ضد الإرهاب في العراق. وخلال هذه الفترة؛ نفذت الطائرات العشرون الموجودة على متن الحاملة ما بين 10 و15 طلعة جوية قتالية يومياً. وتشارك باريس منذ سبتمبر 2014 في الائتلاف الدولي ضد الإرهاب، علماً أنها بدأت شنَّ ضرباتٍ في سوريا بعد سنة. وفيما نفذت المقاتلات الفرنسية 1285 مهمة جوية في الأجواء العراقية أدت إلى تدمير 459 هدفاً؛ فإنها نفذت ضربتين جويتين فقط في الأجواء السورية. وإلى جانب إرسال «شارل ديغول»؛ جدَّدت باريس دعمها عملية المحادثات التي أُطلِقَت في فيينا في نهاية أكتوبر الفائت في محاولةٍ لرسم الخطوط العريضة لعملية الانتقال السياسي في دمشق. لكنها رفضت في الوقت نفسه بقاء بشار الأسد في السلطة. وجاء في بيان قصر الإليزيه أن «الرئيس فرنسوا هولاند أكد أهمية دعم عملية فيينا»، و»ذكَّر بأن الخطوط الموجَّهة لأي اتفاق يجب أن تكون مكافحة داعش ووقف قصف السكان المدنيين» مع تأكيد استحالة بقاء الأسد. في سياقٍ متصل بالمحادثات؛ أبلغت وزارة الخارجية الروسية عن تكثيفها الاتصالات مع المعارضة السورية، لكنها نفت درايتها بلقاء مزمع مع الجيش الحر. وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، للصحفيين في إفادةٍ أسبوعية أمس «يمكنني أن أؤكد أنه في المرحلة الحالية؛ كثَّفنا عملنا مع المعارضة السورية، لماذا؟ لأنه كان لدينا اجتماع في فيينا وتم تبني إعلان مشترك بشأن سوريا». ولفتت المتحدثة إلى عدم درايتها بأي اجتماع خاص مُزمَع، واستدركت قائلةً «لكن يجب أن تعلموا أن سفاراتنا وبعثاتنا لدى المنظمات الدولية على اتصال دائم بالمعارضة».