أكدت مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من المقاومة الإيرانية، في ندوة أقيمت بالبرلمان الفرنسي، أن الانتهاك المنظّم الوحشي لحقوق الإنسان في إيران هو الوجه الآخر لعملة تصدير الإرهاب والتطرف بيد نظام الملالي الذي جرَّ منطقة الشرق الأوسط إلى حافة حرب شاملة، جاء ذلك خلال ندوة بدعوة من اللجنة البرلمانية من أجل إيران ديمقراطية في مبنى الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان الفرنسي) مساء الثلاثاء، وأرسل ل «الشرق» نص كلمة زعيمة المعارضة الإيرانية السيدة مريم رجوي. وشدّدت رجوي على أن هذه المنطقة بحاجة ماسة إلى السلام والهدوء، وهذه الغايات لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال تغيير النظام الإيراني، التغيير الذي يملك مفتاحه الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. فيما طالب سبعون عضواً من نواب البرلمان الفرنسي الحكومة الفرنسية بأن تشترط علاقاتها مع إيران بمراعاة حقوق الإنسان. وقالت رجوي إن التعامل مع الفاشية الدينية الحاكمة في إيران ورئيسها سيكون من جهة مانعاً أمام التغيير في إيران وعلى حساب الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومن جهة أخرى يأتي على حساب السلام والهدوء في المنطقة، ويغذّي التطرف الديني. كما أن المراهنة الاقتصادية على هذا النظام الآيل للسقوط ليست أكثر من سراب. وأشارت السيدة رجوي إلى اعتراف رفسنجاني مؤخراً بأن نظام الملالي دشّن المشروع النووي بهدف صناعة القنبلة النووية، وأن رفسنجاني وخامنئي كانا يتابعان هذا المشروع شخصياً، وأضافت أن هذا النظام قد خضع أمام الاتفاق النووي غصباً عنه، ومن أجل التعويض عن هذا التراجع لجأ إلى تصعيد الممارسات العدائية. إن تصاعد عدد الإعدامات والتصعيد في تأجيج الحرب بسوريا ومواصلة الحصار وفرض القمع ضد اللاجئين الإيرانيين في مخيم ليبرتي نماذج من هذه السياسة. وصرّحت رجوي بأن هناك كثيرين في الغرب يرون في تصعيد الملالي الحروب أنه يأتي من موقع قوة، ويريدون إشراك الملالي في حل المشكلات التي هم السبب الرئيس لوجودها. إنهم يتجاهلون الضعف البنيوي في هذا النظام، وكذلك وجود أسباب التغيير في إيران. وأضافت السيدة رجوي قولها لو لم يكن دعم الملالي الشامل للأسد والمالكي لما استطاعت داعش توسيع دائرة نفوذها، ولما كان هناك 300 ألف شخص ضحايا في سوريا، ولا سيل اللاجئين الذي يتدفق إلى أوروبا. ويجب إنهاء غمض العين عن تدخلات هذا النظام في دول المنطقة. إن الحل في سوريا يمرّ من خلال طرد قوات الحرس من هذا البلد ودعم المعارضة السورية من أجل الوصول إلى سوريا خالية من بشار الأسد. وطلبت السيدة رجوي من المجتمع الدولي خاصة الاتحاد الأوروبي وأمريكا، تنفيذ التزاماتها بشأن مخيم ليبرتي وتعمل من أجل إنهاء الحصار عليه. فيما أعلنت اللجنة البرلمانية من أجل إيران ديمقراطية أن سبعين عضواً من مختلف الأحزاب في البرلمان الفرنسي أصدورا بياناً ناشدوا فيه الحكومة الفرنسية أن تشترط علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بتحسين ظروف حقوق الإنسان وإيقاف الإعدامات وإطلاق سراح السجناء السياسيين واحترام الحريات الديمقراطية. وأعلنوا عن اعتقادهم بأن وجود إيران ديمقراطية شرط أساس لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، وللوصول إلى هذا الهدف يجب تأييد المقاومة الإيرانية والخطوط العريضة التي أعلنتها السيدة رجوي، المكوّنة من عشر مواد من أجل إيران ديمقراطية خالية من السلاح النووي ومبنية على الفصل بين الدين والدولة ومكافأة المرأة والرجل.