اعتبرت شخصيات فلسطينية أن دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر دعم القدس في الدوحة للعرب والمسلمين لزيارة القدس تحت الاحتلال لدعم صمودها، في غير محلها لتناقضها مع فتوى العلماء الذين أجازوها فقط لمسلمي أوروبا . وقال توفيق محمد عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر ل»الشرق» : «علماء الأمة يمنعون المسلمين من الدول العربية والإسلامية من زيارة القدس ما دامت تقع تحت الاحتلال الإسرائيلي ويرون أنه يجب تحريرها أولا، ويستثنى من ذلك المسلمون في أوروبا». من جهته رفض الشيخ عكرمة صبري، مفتي القدس التعقيب على الموضوع مكتفيا بالقول ل «الشرق»: «هذا موضع نقاش ولم يبت فيه، ولا داعي للسلب والإيجاب فيه». وأضاف «أعلنا موقفنا منذ زمن فلا نفتح الموضوع على مصراعيه ولا نغلقه على مصراعيه». وتعتبر أغلب المؤسسات الفلسطينية المقدسية أو المهتمة بشؤون القدس أن زيارة القدس من قبل المسلمين في الدول العربية والإسلامية تعتبر تطبيعا مع الاحتلال ما دامت القدس تقع تحت الاحتلال الإسرائيلي. واعتبر توفيق محمد أن استثناء مسلمي أوروبا من منع زيارة القدس يعود إلى أن الظروف السياسية التي يحياها المسلمون في أوروبا تختلف عن الظروف السياسية التي يحياها كافة المسلمين في الدول العربية والإسلامية التي لا تقيم علاقات مع إسرائيل، موضحا أن هناك إشكالية في زيارة القدس حتى من قبل الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل لأن ذلك يدعم التطبيع بين هذه الدول والاحتلال. وحذر محمد من أن فتح الباب أمام زيارة العرب والمسلمين للقدس يمكن أن يصل لدرجة الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على المدينة والأقصى المبارك، و»هذه قضية تعتبر من الخطوط الحمراء التي يجب ألا نقترب منها بتاتا».وشدد على أن السيادة على مدينة القدس والأقصى المبارك هي فلسطينية عربية إسلامية وليست غير ذلك، مشيرا إلى أن هيئة الأوقاف في القدس هي صاحبة السيادة على المسجد الأقصى المبارك، وبالمعنى الكلي فإن صاحب السيادة على المسجد الأقصى هم المسلمون وليس لأحد غيرهم أي سيادة فيه، «ومن المعروف بداهة أن الفلسطينيين هم من ينوبون عن المسلمين عموما في السيادة على الأقصى، وغير ذلك لا نعترف به، وهذا الكلام ينسحب على مدينة القدس حيث أننا لا نعترف بالسيادة الإسرائيلية عليها، ونعتبرها عاصمة فلسطين، يجب أن يزول عنها الاحتلال». ودعا محمد كافة العرب والمسلمين للتواصل مع القدس وكافة مقدساتها وجدانيا وبالدعم المادي والسياسي والإعلامي، موضحا أن هناك العشرات من وسائل مكافحة الاحتلال لمدينة القدس. وقال «أولا هناك واجبات على مدينة القدس وأهل الداخل الفلسطيني ومن يتمكن من الوصول إلى المدينة، أولها الصمود والثبات في وجه مساعي التهويد المفروضة على أهل القدس، ومن جانب آخر على الأمة العربية والإسلامية أن تدعم صمود وثبات أهل مدينة القدس عبر الدعم المادي الذي يمكن أن يثبتهم في المدينة، والذي يندرج ضمن الخطوات القانونية التي يستطيعون القيام بها، أيضا هناك الدعم المعنوي والسياسي والإعلامي، حيث يجب ألا تغيب قضية القدس والمسجد الأقصى وكافة المقدسات في المدينة عن كافة وسائل الإعلام في الحاضر العربي والإسلامي، ويجب أن تبقى القدس حية في مختلف وسائل الإعلام».