دعا المشاركون في ندوة الأمن الفكري «مسؤولية الخطباء والدعاة تجاه مفهوم جمع الكلمة ولزوم الجماعة والبعد عن أسباب الفرقة والنزاع»، الدعاة وأئمة المساجد ألّا ينساقوا وراء الشائعات، وأن يحصنوا المجتمع من الآفات والجماعات التكفيرية وغيرهم ممن يدعون إلى التفرقة بين المسلمين. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة الباحة، وشملت أربعة محاور هي: الدعوة مسؤولية والخطابة أمانة، وفضل لزوم الجماعة، وما يجب على الداعية والخطيب لتعزيز أسباب الاجتماع والقضاء على أسباب الافتراق، وأخيراً محور خطر الافتراق وذمه وخطر الانتماء للجماعات التكفيرية. وذكر مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالباحة الشيخ فهيد البرقي أن الندوة تم تنفيذها في كل من بلجرشي والمندق والباحة وستقام مستقبلاً في العقيق. أما أستاذ الحديث وعلومه المشارك بكلية الشريعة بجامعة أم القرى الدكتور محمد الغامدي، فتطرق إلى الخصائص والمميزات التي يجب أن يتحلى بها الداعية، وأن يقدم كل ما يساهم في هداية الناس إلى الخير وبالخير، مؤكداً أنه ينبغي على الدعاة والخطباء أن يراعوا بين الزمان الماضي والحاضر عند الحديث عن العلماء والعباد، وأن يكونوا أكثر موضوعية وألا يأخذهم الحماس وألا يخرجوا عن المنهجية فتغلب عاطفة الحماس على لغة العقل والمنطق. وحث الدعاة والخطباء على استغلال هذا المنبر ليكون محصناً للاجتماع وأنموذجاً يحتذى ومنهجاً يقتدى، مطالباً بأهمية تعزيز الاجتماع على كلمة التوحيد وطاعة ولاة الأمر، وأن ينقلوا فتاوى العلماء الكبار الأجلاء وترسيخ مكانتهم بين المجتمع وأن يتحدثوا عن حكام هذه البلاد بكل اعتزاز وفخر، فهم ولاة شرعيون لهم السمع والطاعة. إلى ذلك، وصف مدير عام الدعوة في الداخل بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور عزام الشويعر، المسؤولية التي تولاها أئمة المساجد والدعاة والخطباء بالعظيمة، فهي من أهم وسائل الدعوة والتوجيه ولها أثر عظيم، مشيراً إلى أنه يجب على الإمام أن يحتسب الأجر من الله والثواب منه سبحانه وتعالى. وقال إن أعداء الإسلام عندما يهاجموننا فهم يدعون إلى الفرقة وعدم لزوم جماعة المسلمين وإمامهم، مؤكداً أن السمع والطاعة ليست تهمة لمن يتحدث فيها كما يزعم أولئك «الجهلة».