بدأت أمانة الأحساء تنفيذ مشروع تطوير سوق الأحد الشعبي بالقارة، وذلك ضمن خطة وضعتها لتأهيل الأسواق الشعبية الأسبوعية بالمحافظة. وأكدت أمانة الأحساء أنها بعد الانتهاء من سوق «القارة» ستنفذ مشاريع أخرى لتطوير الأسواق السبعة المعروفة بالأحساء. وتعمل الأمانة على تنفيذ مشروع تطوير سوق الأحد الواقع في الاتجاه الغربي من جبل القارة السياحي، ويمتد بمحاذاة الجبل بطول يزيد عن 400 متر، إذ انتهت من تنفيذ تصاميمه الهندسية، ليضم عددا من الخدمات والمرافق أبرزها السوق الشعبي، ومبنى بلدية فرعية «مكتب متابعة»، وساحة احتفالات، ودورات مياه عامة، ومواقف سيارات تسع 120سيارة، ومواقع استثمارية، وصرافات آلية، وعدد من الخدمات الأخرى المساندة التابعة للمشروع. وسوق الأحد الشعبي بالقارة يعد من أعرق وأشهر الأسواق الشعبية في الأحساء، حيث تأسس منذ عشرات السنين، ويقصده الجميع لقضاء احتياجاتهم بأسعار مناسبة، كما يعتبر مصدراً لرزق كثيرين من الباعة. عدد من الباعة بالسوق التقتهم «الشرق» أجمعوا على التطوير، لكنهم اختلفوا على الرسوم، فبعضهم طالب بضرورة أن تكون الأماكن مجانية، فيما لم يمانع آخرون بأن تكون برسوم رمزية. مهدي عاشور الصفواني، قال إن الأسواق الشعبية لها طابع خاص لدى المتسوقين والباعة، حيث إن المتسوقين يستمتعون بالتسوق فيها، بالإضافة إلى أنهم ينشدون السعر الأرخص. وطالب الصفواني الأمانة بتهيئة مظلات مجانية للباعة، رافضا فكرة أن يتحول السوق إلى محلات «لأن الأسواق الشعبية لا يصلح أن تكون في محلات بل في الهواء الطلق». راضي عبدالوهاب الصقر وهو من مؤيدي تطوير سوق القارة، قال إن السوق الحالي غير مهيأ ، إذ إن مساحة كبيرة منه ما زالت ترابية وعند هطول الأمطار يتحول السوق إلى برك ومستنقعات، رافاضا فكرة بناء محلات بالسوق «لأن الأسواق الشعبية ليست سوبرماركت». كما طالب بعدم فرض رسوم على الباعة نظير التطوير، لأن بعض الباعة غير قادرين على دفع إجار أو حتى رسوم بسيطة كالمزارعين، لافتاً إلى أنه حال فرض رسوم سيحملها البائع على المستهلك. وتمنى مصطفى جابر العيسى عدم فرض أي رسوم نظير التطوير، وهو ما اتفق فيه مع عادل منصور غواص، لكن غواص وضع حلا وسطا حينما اقترح أن تفرض رسوم رمزية. بدر خميس الخدودي قال إن الأسواق الشعبية نوع من التراث الوطني ورثناه أباً عن جد، وأصبح روادها من خارج الأحساء ومن دول الخليج، حيث إن البضاعة في الأسواق الشعبية تكون جديدة كل يوم، بعكس المحلات التي تبقى ليومين وأكثر، لذا يجب عند التطوير مراعاة جانب الشعبية، بحيث لا يمحو التطوير هذه الصفة للسوق، وبما أنه سوق شعبي يجب ألا يكون برسوم رمزية. ويقول عدنان الصقر يجب أن يكون التطوير بصورة مدروسة، تراعى فيها مصلحة الباعة والمتسوقين على حد سواء، وأن يحافظ التطوير على الشكل العام للسوق «سوق شعبي».