أبدى باعة "سعوديون" في سوق القيصرية الأثري وسط مدينة الهفوف التاريخية في محافظة الأحساء استياءهم من مشهد وقوف سيارات "العمالة" الوافدة، الذين يقطنون في الأحياء السكنية "الشعبية" المحاذية لسوق "القيصرية"، في المواقف الأمامية للسوق طوال ساعات البيع فيه، خلال الفترتين الصباحية والمسائية، بجانب بقاء سيارات أخرى مهجورة لفترات زمنية طويلة، مطالبين بفرض رسوم "رمزية" على مواقف القيصرية وكذلك المواقف الأخرى المقابلة للقيصرية، مؤكدين أن تلك السيارات حرمت زبائن السوق "المستهدفين" من الاستفادة من المواقف، وهو ما ألحق بأضرار كبيرة بحجم القوة الشرائية داخل السوق. وقال حبيب البحراني "بائع" إن مجانية المواقف، ساهمت في احتكارها من بعض الأشخاص، سواء كانوا من بعض الباعة في السوق أو العمالة المقيمة في هذه المنازل الشعبية القريبة من السوق، كما تتواجد بعض المركبات خلال الإجازات المدرسية متوقفة لفترات زمنية طويلة، على اعتبار أن هذا المكان من أكثر الأماكن أماناً، بسبب حركة السير وعدم خلوه ويحظى بمراقبة أمنية مستمرة، لافتاً إلى أن السوق يخسر كثيرا من الزبائن بسبب عدم توفر مواقف لسياراتهم، فيضطرون إلى الانسحاب من منطقة السوق والتوجه إلى مواقع تجارية أخرى، وهو أحد أبرز أسباب عزوف المتسوقين في "القيصرية"، مبيناً أن فرض رسوم سيمنع وقوف مركبات العمالة لفترات طويلة، لأنها ستكبدهم خسائر مالية كبيرة. وأكد علي الحمادة "بائع" على ضرورة إنهاء مشكلة مواقف السيارات في السوق، التي وصفها بأنها تتفاقم يوماً بعد يوم، دون أي حلول على أرض الواقع، وذلك بسبب توقف كثير من السيارات دون مغادرة لفترات زمنية طويلة. وأبان سعيد الكواري "زبون، قطري"، أن قلة المواقف في "القيصرية" تدفعه في النهاية إلى وضع سيارته في أماكن بعيدة جداً من السوق، ويحاول قدر المستطاع ألا تزيد مشترياته من السوق، حتى لا يجد صعوبة في نقل تلك المشتريات إلى موقع سيارته رغم أنه في حاجة ماسة لشراء العديد من البضائع من داخل السوق، مؤكداً أن حالة الازدحام الشديدة في مواقف السوق، تجبر الكثيرين من قائدي المركبات إلى المغادرة من دون الشراء والبحث عن سوق أو مجمع تجاري آخر تتوفر فيه مواقف للسيارات. وبدوره، أوضح أمين الأحساء المهندس عادل الملحم، ل"الوطن" أن هذه المعاناة في طريقها للحل، وذلك من خلال الدراسة الجادة والبحث عن المستثمر الجاد لفرض رسوم "تأجير بالساعة" في المواقف المحاذية ل "القيصرية"، وذلك من خلال منافسة عامة تطرح كمشروع استثماري على إحدى الشركات الوطنية المتخصصة في ذلك، وكذلك تخصيص جزء من سوق القيصرية "البديل" (سوق الخضار والفواكه سابقا)، الذي أزالته الأمانة الأسبوع الماضي، لمواقف السيارات، بنظام الأجر المدفوع يومياً أو بنظام الاشتراك لفترات طويلة، وهي تخدم بشكل كبير باعة السوق وكذلك الزبائن.