تختتم يوم غدٍ السبت، فعاليات الدورة ال 22 من «مهرجان الأيام الثقافي للكتاب» بمركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات، حيث اختلفت هذه الدورة عن المهرجانات السابقة من حيث المشاركة والحضور. وقد أكد مدير مهرجان الأيام الثقافي السيد حسن علي قائلاً إن الحضور هذا العام قد فاق السنوات الثلاث الماضية، وبلغ حدد الحضور في اليوم الأول ما يزيد على سبعة آلاف زائر، حيث صادف بداية الإجازة الأسبوعية لمملكة البحرين ودول الخليج المجاورة. وقال مدير المهرجان في حديثه ل «الشرق» إن هذا العام وجد إقبالاً من الناشرين، حيث بلغ عدد الدور المشاركة 202 دار نشر احتلت جمهورية لبنان صدارة الدول المشاركة، حيث عدد دور النشر بواقع ستين داراً، تليها جمهورية مصر العربية ب 49 داراً، ومن ثم سوريا التي تشارك رغم قسوة الحرب الدائرة فيها ب 24 داراً، والبحرين ب 33 دار نشر ومؤسسة حكومية، وتحضر دولة الإمارات في مشاركتها هذا العام ب 17 داراً، أبرزها «مشروع كلمة للترجمة» وهو مبادرة غير ربحية تمولها «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» لترجمة أرقى المؤلفات والأعمال الأدبية الكلاسيكية والمعاصرة من مختلف اللغات إلى اللغة العربية، أما دولة الكويت فاقتصرت مشاركتها لهذا العام على سبع دور، فيما شاركت المملكة العربية السعودية بست دور، وجاءت مشاركة الأردن من خلال عالم الكتب الحديثة للنشر، وبريطانيا بثلاث، وألمانيا بدار واحدة، أما العراق فبدارين، وعلى مساحة 6000م2، عرضت ما يزيد على 75 ألف عنوان في مختلف حقول الفكر والمعرفة. وفي حديث سابق لوكالة الأنباء البحرينية لرئيس مجلس إدارة الأيام نجيب الحمر، قال فيه «إن هذا الحدث الثقافي من المؤمل له أن يكون مغايراً، متميزاً بالجدة والفرادة في آن واحد، فصناعة نشر الكتاب دخلت في سياقات التطور المرتبطة بثورة المعلومات وتكنولوجيا العصر، ولهذا تنشط كل العناصر المشتغلة في هذه الصناعة بشكل مستمر ودائم وفي كل عام من مؤلفين ومترجمين وطابعين وناشرين ومكتبيين وغيرهم لتقديم كل ما هو جديد في عالم الكتاب». واستشهد الحمر في هذا السياق بقول الفيلسوف اليوناني القديم هرقليطس «لا يمكن للمرء أن ينزل في النهر نفسه مرتين بذات الشكل» متقصداً التأكيد لجمهور الكتاب بأن دورة هذا العام لن تخطئ النجاح، وستكون مختلفة في مضامينها من كتب ومطبوعات تصل بحسب تقديرات اللجنة المنظمة أكثر من 75 ألف عنوان، تبدأ بالأدب والفلسفة وعلوم الأديان والسياسة والاقتصاد وعلوم الاجتماع والأنثروبولوجيا وعلم النفس والديانات واللغات والعلوم الطبيعية والفنون والألعاب الرياضية والأدب والتاريخ والجغرافيا وكتب السيرة والأطفال والناشئة وغيرها من المعارف العامة وتنتهي بكتب الأطفال. وحول الأنشطة والفعاليات، التي صاحبت المعرض، قال مدير المهرجان السيد علي حسن إن فعاليات مهرجان الأيام شاملة لمجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية، كفعالية «زاوية إبداعاتنا» وفعالية «التصميم الذكي مع فريق البحرين للإعلام التطوعي»، وفعالية «الحقيبة المدرسية مع فريق سواعد إيجابية» وفعالية «أساسيات التصوير»، وفعالية «المتحدث الرسمي الصغير مع فريق سواعد إيجابية»، كما تقيم إدارة المهرجان مسابقة القصة القصيرة مع جمعية الخالدية الشبابية، وفعالية «فن ولعب» مع المتطوعة جيهان الأنصاري. مهرجان وليس معرضاً وحول وضع الناشرين المشاركين في المعرض، أكد مسؤول المبيعات في المكتبة الوطنية أنهم يحرصون على المشاركة والوجود بشكل سنوي، وذلك من خلال الكتب الأكثر مبيعاً لديهم في المكتبة، بينما قال أحد الناشرين اللبنانيين إن إدارة معرض الأيام تختلف عن المعارض الدولية، التي تمنع المكتبات وتتيح المشاركة فقط للناشرين، حيث إن أصحاب المكتبات يقومون بتسويق كتب قاموا بشرائها مسبقاً من الناشر ويقومون بالمضاربة في أسعار الكتب، وهذا يأتي سلباً على الناشر الذي سيتحمل طيلة مدة المشاركة مصاريف الفندق وأرضية المعرض ومصروفاته النثرية، التي يستلزم دفعها فترة وجوده في المعرض. تظاهرة ثقافية وحول نجاح المعرض، قال الكاتب والباحث البحريني منصور سرحان «لقد نجحت مؤسسة الأيام في تنظيم معرض البحرين الدولي للكتاب، نظراً لما لها من خبرة معروفة في تنظيم معارض الكتب، وقد أدخلت عديداً من التحسينات على محلات عرض الكتب (عرض الكتب وفق المواصفات الحديثة لمعارض الكتب)، مستفيدة من الخبرات الدولية في تنظيم معرض البحرين الدولي للكتاب إلى أن رأت وزارة الإعلام العودة من جديد لتحمل مسؤولية تنظيم معرض البحرين الدولي للكتاب. كما قال سرحان إن «مهرجان الأيام الثقافي للكتاب عبارة عن تظاهرة ثقافية مميزة يحتفي بها المواطنون على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم التعليمية ومشاربهم الفكرية والثقافية، حيث يجد الجميع ضالته من الكتب ومصادر المعرفة الأخرى تحت سقف واحد، وبخدمات متطورة». من جانبه، قال الناشر موسى الموسوي، الذي لم يشارك في المعرض إن تكلفة المعرض أعلى من الدخل، خصوصاً في الكتب المتخصصة حيث إن أغلب زوار المعرض هم زبائن دائمون للكتاب، وكذلك الغالبية العظمى من طلاب المدارس الذين يميلون للكتب المدرسية، ويضيف الموسوي أن مواعيد المعرض تتضارب مع معارض دولية، حيث يقام في هذه الفترة معرض الجزائر الدولي للكتاب وهذا ما منع كثيراً من دور النشر اللبنانية من المشاركة رغم أنها كانت الأغلب في مهرجان الأيام للكتاب.