ها هي وفود الحجيج تغادر هذا البلد الأمين مصحوبة بسلامة الله وحفظه بعد أن كانت تتوافد عليه قبل أيام قليلة في أفواج شتى وفي لباس موحد يدل على الصفاء والنقاء والتخلص من أدران الدنيا وأحقادها، ذلك اللباس المشع الذي يجلب الطمأنينة والسكينة للنفس البشرية فبياض الثياب يدل على النقاء والطهر والصفاء، وحينما تطأ أقدام الحجاج أرض هذا البلد الأمين يشعرون بمزيد من الغبطة والسرور لما يرونه من حسن الاستقبال والاستعدادات العظيمة والجهود الجبارة التي تقوم بها حكومتنا الرشيدة وهي التي كلفت بخدمة الحرمين الشريفين حيث المشاريع العملاقة لخدمة الحجيج والسهر على راحتهم دون كلل أو ملل، فهي خدمة تشعر من يقوم بها براحة البال والسعادة الغامرة التي لا مثيل لها، كيف لا وهي خدمة ضيوف الرحمن الذين أتوا طلباً لمغفرته ورضوانه رأى العالم كله الجميع على أهبة الاستعداد لخدمة ضيوف الرحمن حيث الاستقبال الرائع في المطارات الجوية والموانئ البحرية ومدن استقبال حجاج البر حيث يشعر الحجاج ومن حفاوة الاستقبال التي أعدت لاستقبالهم وكأنهم لم يغادروا بلدانهم فالجميع هنا نذر نفسه لخدمة هؤلاء الضيوف فهم ضيوف الرحمن، حيث المشاريع العملاقة في الحرم المكي الشريف وتوسعة المسعى الشريف ليتسع لعدد أكبر من الحجاج وكذلك توسعة صحن الحرم لاستيعاب أكبر عدد من المصلين والطائفيين بالبيت العتيق كل هذه الاستعدادات والأعمال جرت على قدم وساق وفي عمل دؤوب لا يعرف الكلل لإتمام هذه الأعمال في أسرع وقت ممكن تسهيلا لحجاج بيت الله الحرام وإعانة لهم على أداء نسكهم في يسر وسهوله تامة. هذا بالإضافة إلى الأعمال التي تتم في جسر الجمرات وما تم فيه من إنجازات عظيمة وذلك بتعدد الأدوار المعدة لرمي الجمرات حيث لا يجد الحاج صعوبة في أداء هذا النسك في يسر وسهولة وفي وقت وجيز وعبر نظام فريد،كذلك ما حظي به حجاج هذا العام من خدمة قطار المشاعر تلك الخدمة الفريدة والمميزة التي سهلت على الحجاج أداء نسكهم في وقت وجيز إلى غير ذلك من المشاريع العملاقة التي تقام في الحرم النبوي وطيبة الطيبة لاستقبال زوار مدينة الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم كل هذه المشاريع العملاقة تبين مدى الجهود المبذولة والسعي المشكور في خدمة ضيوف الرحمن.