اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري وعضو الائتلاف جورج صبرا أن ما يقوم به نظام الأسد وحزب الله والميليشيات الإيرانية في سوريا هو حرب إبادة حقيقة تستهدف حياة البشر ووجودهم في هذا البلد الذي يمتد عميقا في التاريخ، وقال في تصريح ل «الشرق»: إن استهداف الأماكن المكتظة بالمدنيين في الغوطة الشرقية وإدلب واستهداف الأسواق الشعبية والأبنية السكنية بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة هي استراتيجة جديدة اعتمدها النظام وإيران لإجبار الأهالي الصامدين رغم الحصار على الرحيل، وأضاف أن هذا النوع من القصف الوحشي يضع السكان أمام خيار الموت أو الرحيل، وأوضح أن ما يجري في عدد من مناطق سوريا هو تنفيذ لمخطط إيراني لبسط نفوذها والسيطرة على سوريا، وهو مشروع إيراني بات واضحا لكل ذي عين، وأشار صبرا إلى أن المفاوضات التي جرت بين حركة أحرار الشام ومفاوضين إيرانيين (حول وقف إطلاق النار في قريتي الفوعا وكفريا المواليتين والزبداني) كشفت عن مخطط طهران في الإطباق على العاصمة دمشق من شرقها وغربها عبر إفراغ المنطقة من السكان، ولم يعد خافيا المخطط الإيراني الذي يقود تدمير كل شيء في سوريا وتهجير سكانها. وأكد صبرا أن ما يجري في سوريا لا يستهدف السوريين فقط إنما يستهدف الوجود العربي بأكمله. وقال: إن السوريين عندما يواجهون الاحتلال الإيراني فهم يدافعون بالوقت نفسه من أجل منع تنفيذ المخطط الإيراني ذي النكهة الطائفية والمذهبية البغيضة، ويمنعهم من أن يوغلوا أكثر في اختراق المنطقة العربية. وأوضح صبرا أن الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية تترجمه طهران كبطاقة بيضاء لتصول وتجول في المنطقة، وتسمح لها بالهيمنة على المنطقة وتخريبها، وأكد أن السوريين كانوا ولا يزالون يشكلون السد المنيع في مواجهة المآرب الإيرانية، وإفشالها، وقال إن إيران وضعت نفسها في موقع العداء للسوريين والعرب وهي لم تكتف بدعم نظام الأسد في القتل والتدمير بل ترفض أي حل سياسي للصراع السوري إن كان من خلال مشاركتها في الحرب على السوريين أو رفضها بيان جنيف 1 وهو الأساس المعتمد لأي حل سياسي يمكن أن يقبل به السوريون. وأكد صبرا أن السوريين لن يقبلوا أي دور لإيران في سوريا إن كان في الحل السياسي أو في مستقبل سوريا فهي شريك النظام في القتل والتدمير والتهجير، وهي أصبحت طرفا في الصراع وتعمل لحسابها وليس لحساب نظام الأسد فقط. وحمل صبرا الجامعة العربية والدول العربية المسؤولية عما يجري في سوريا من حرب إبادة ضد السوريين، ودعا الجامعة العربية والحكومات العربية، إلى ضرورة التحرك على كافة المستويات لمواجهة المخطط الإيراني في سوريا، وقال كل من يسكت أو يساهم بما تفعله إيران في سوريا سيتحمل النتائج الخطيرة التي تترتب عليه.