ألمح الرئيس الصيني، شي جين بينغ، ومستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي، سوزان رايس، إلى التوترات التي باعدت بين بلديهما قبيل زيارة رسمية مرتقبة للأول إلى واشنطن نهاية الشهر المقبل. وتطلَّع شي، خلال لقائه رايس أمس في بكين، إلى مواصلة الحوار مع نظيره باراك أوباما و«العمل على ضمان تعزيز العلاقات بين البلدين». وشدَّد على اهتمامه بتطوير هذه العلاقات، مبدياً استعداده للاستمرار في «تعزيز تعاوننا، والعمل بفاعلية على إدارة القضايا الحساسة بيننا، وتعزيز الصداقة بين الشعبين». بدورها؛ اعتبرت المستشارة الأمريكية زيارة الرئيس الصيني إلى بلادها فرصةً كبيرة للبلدين ل «تعزيز وتعميق علاقاتنا بالبحث عن سبل تكون لفائدة الشعبين والعالم أجمع». إلا أنها تحدثت عن قضايا خلافية و«بعض الصعوبات التي نحتاج إلى العمل عليها وسنواصل القيام بذلك». وتأتي زيارة شي إلى الولاياتالمتحدة بعدما أظهر البلدان استعدادهما للتعاون حول القضايا العالمية، بدءا من تأمين توقيع الاتفاق النووي مع إيران وصولاً إلى التغير المناخي. لكن خلافاً نشب بينهما على مسائل أخرى منها النزاع في بحر الصينالجنوبي. وكانت لهجة رايس خلال محادثاتها مع مسؤولين صينيين في وقتٍ سابق أمس مشابِهة لتلك التي استخدمتها مع شي، مُسلِّطة الضوء على مجالات التعاون مع الاعتراف بالخلافات. وأبلغت رايس وزير الخارجية الصيني، يانغ جيشي، ب «إدراك كلا الجانبين حاجتهما إلى التخاطب بشكل فاعل». وردَّ يانغ بأن البلدين سيبقيان على اتصال وثيق حول مواضيع عدة «بما في ذلك إيران والقضية النووية الكورية الشمالية والتغير المناخي، بالإضافة إلى قضايا الحقوق والمصالح الإقليمية». وقد تكون هذه إشارة إلى بحري الصينالجنوبي والشرقي، حيث تخوض بكين نزاعات على الأراضي مع جيرانها في جنوب شرق آسيا، إضافةً إلى اليابان حليفة الولاياتالمتحدة. وشاركت واشنطنوبكين، وكلاهما عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، في المفاوضات التي أدت إلى إبرام اتفاق نووي تاريخي مع إيران الشهر الماضي. وعملتا أيضاً كعضوين في المحادثات السداسية حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية. وبقيت هذه المحادثات معلقة لسنوات، رغم دعم الصين المضيفة لها استئنافها. والتقت رايس أيضاً نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني، فان شانغلونغ. وبكين متهمة بإجراء أعمال ضخمة لردم المياه في بحر الصينالجنوبي، حيث حوَّلت أرصفة مرجانية إلى موانئ أو بنى تحتية متنوعة، لزيادة رقعة الأراضي التي تسيطر عليها. ويعتقد محللون في سعيها إلى توسيع انتشارها العسكري مع بناء قواعد ومدارج. لكنها تنفي النيات العدوانية عن جهودها، وتؤكد استهدافها تعزيز السلامة البحرية في البحر الجنوبي، الذي يعتبر طريق شحن رئيسة، ويُعتقَد أنه يضم احتياطات كبيرة من النفط والغاز. في المقابل؛ تشدد واشنطن على التزامها بإبقاء الملاحة البحرية هناك دون عوائق. وتأتي زيارة رايس في الوقت الذي تستعد فيه الصين لإجراء عرض عسكري ضخم خلال أيام، لإحياء ذكرى الانتصار على اليابان في الحرب العالمية الثانية، علما أن الولاياتالمتحدة والدول الغربية لن توفد مسؤولين كباراً للمشاركة.