أجرت مستشارة الأمن القومي الأميركية سوزان رايس محادثات مع عضو مجلس الدولة الصيني يانغ جيشي في بكين امس، في الزيارة الأولى لها للصين، تمهيداً للزيارة التي يقوم بها الرئيس الاميركي باراك اوباما للصين في تشرين الاول (اكتوبر) المقبل. واعتبرت رايس خلال محادثاتها في بكين امس، ان زيارة الرئيس الاميركي للصين تشكل «محطة مهمة» في العلاقات بين البلدين. وتأتي زيارة رايس بعد اسبوعين فقط على تنديد واشنطن باقتراب طائرة حربية صينية بشكل خطر من طائرة استطلاع اميركية. ويعقد اوباما ونظيره الصيني شي جيبينغ قمة على هامش حضور الرئيس الاميركي قمة «منتدى آسيا والمحيط الهادئ للتعاون الاقتصادي» المقررة في بكين في تشرين الثاني المقبل. وقالت رايس عند بدء لقائها مع يانغ جيشي والسفير الصيني لدى الولاياتالمتحدة كوي تيانكاي ان اوباما طلب منها زيارة بكين على رغم انشغالها بعديد من القضايا الاخرى، وذلك «بسبب الاولوية التي يعطيها للعلاقات بين الصينوالولاياتالمتحدة». في المقابل، قال يانغ انه يتطلع للتباحث مع رايس «في المصالح الاساسية والقضايا المهمة» للصين، اضافة الى العمل على «تسوية خلافاتنا بشكل بناء حول مسائل حساسة لضمان تطور العلاقات بين البلدين». وهذه الزيارة التي تتضمن ايضاً اجتماعات مع يانغ جيشي ووزير الخارجية الصيني وانغ يي، هي الأولى لرايس بعد توليها مهماتها. ويفترض ان توجه الزيارة رسالة حول التزام واشنطن سياستها القاضية بتوجيه تركيزها على آسيا، على رغم انشغالها بمكافحة «داعش» في الشرق الاوسط والازمة الأوكرانية. وتاتي زيارة رايس بعدما طلبت بكين وقف عمليات المراقبة الجوية والبحرية قرب حدودها، وهو ما تعتبر انه يسيء الى العلاقات ويمكن ان يؤدي الى «حوادث غير مرغوبة». ووقع الحادث الاخير من هذا النوع الشهر الماضي، عندما حلقت مقاتلة صينية على بعد اقل من تسعة امتار من طائرة استطلاع اميركية قرب جزيرة هينان الصينية، في حادث ذكر بإسقاط طائرة تجسس اميركية في المنطقة ذاتها في 2001. وتصر الولاياتالمتحدة على ان المنطقة تقع ضمن المياه الدولية بينما تعتبرها الصين جزءاً من اراضيها.