يشارك عدد من كبار المسؤولين الاميركيين والصينيين اليوم (الثلثاء) في واشنطن في "حوار صريح ومباشر" يتناول عدد من نقاط الخلاف بين الطرفين مثل القرصنة المعلوماتية، والنزاعات البحرية، وحقوق الانسان. وتوجه نحو 400 مسؤول صيني إلى واشنطن للمشاركة في الجولة السابعة من "الحوار الاستراتيجي والاقتصادي بين الولاياتالمتحدةوالصين" السنوي الذي يستضيفه البلدان بالتناوب. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي ان "الولاياتالمتحدة ملتزمة بتعزيز علاقتها مع الصين"، مضيفا انه على رغم "الخلاف بين البلدين حول نقاط عدة، إلا ان هناك العديد من مجالات التعاون". واشاد كيربي ب"التنسيق بين السياستين الاميركية والصينية حول موضوعات إقليمية مثل إيران والعراق وسورية وكوريا الشمالية وأفغانستان". ويبدأ الحوار رسميا بحضور وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي يظهر للمرة الأولى بعد تعرضه إلى كسر في عظم الفخذ في 31 ايار(مايو). ومن الجانب الصيني، سيشارك مستشار الدولة الصيني يانغ جيشي الذي يتمتع بنفوذ كبير على صعيد السياسة الخارجية للبلاد. وافتتح المساعد الأول لكيري توني بلينكن أمس محادثات مغلقة حول الملف الأمني بحضور نائب وزير الخارجية الصيني جانغ يسوي. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان المحادثات حتى الآن "صريحة وتدخل في صلب الموضوع"، وتشمل "المسائل الأكثر حساسية في العلاقات" بين البلدين. وتوجد نقاط خلاف عدة بين البلدين، على رغم وجود مجالات تعاون متعددة مثل المحادثات حول الملف النووي الايراني، والوضع في أفغانستان، والتبدل المناخي. وأشار المسؤول الاميركي إلى ان "المحادثات مهمة جدا لنقاش مسائل الخلاف بشكل مباشر، لا نسعى إلى الاتفاق أو الخلاف حولها، بل مناقشتها والسعي إلى تقليل أوجه الخلاف". وأوردت "وكالة انباء الصين الجديدة" (شينخوا) ان الجانبين التزما بالعمل على بناء علاقة "مستقرة" في مجال الأمن. ولا يزال هناك خلاف بين الصينوالولاياتالمتحدة حول مطامع الأولى في بحر الصين الجنوبي، وحثت واشنطنبكينمرات عدة على التوقف عن بناء جزر اصطناعية في هذا البحر. إلا ان الصين أعلنت الشهر الماضي توسيع نفوذها العسكري إلى ما بعد حدودها البحرية وفي الجو. وتوترت العلاقات أخيرا بين البلدين بسبب قضيتي القرصنة المعلوماتية وحقوق الإنسان. وأغلقت بكين العام الماضي مجموعة عمل مشتركة بين البلدين حول القرصنة المعلوماتية بعد اتهام خمسة عسكريين صينيين في الولاياتالمتحدة ب"القرصنة المعلوماتية" و"التجسس الاقتصادي". واوضح مسؤول في وزارة المال الأميركية "ان الفضاء المعلوماتي يعتبر تراثا هاما ومشتركا" للبلدين، ووعد بإجراء حوار "نشط في شأن هذه المشاكل" مع الطرف الصيني. ويُتوقع ان يتناول الحوار أيضا العملة الصينية (اليوان) الذي ترى واشنطن ان سعره منخفض اصطناعيا وأقل من قيمته الحقيقية، ما يزيد العجز في الميزان التجاري لصالح الصين.