أعلن البيت الابيض في ختام المحادثات بين الرئيسين الامريكي والصيني باراك اوباما وشي جينبينغ السبت انهما اتفقا بشأن كوريا الشمالية والمناخ واكد ان بكين «اخذت علما» بقلق واشنطن في مجال امن المعلوماتية. وقال احد مستشاري اوباما ان المحادثات بين الرئيس الامريكي ونظيره الصيني استغرقت في المجموع حوالى ثماني ساعات موزعة بين الجمعة والسبت في موقع ساني لاندز الفخم في رانشو ميراج على بعد 160 كلم شرق لوس انجليس، في ولاية كاليفورنيا. واختلف الزعيمان حول كيفية التعامل مع صعود الصين على المسرح العالمي بعد مرور أكثر من 40 عاما على زيارة الرئيس ريتشارد نيكسون التاريخية للصين الشيوعية في عام 1972 التي أنهت عقودا من العداء بين واشنطنوبكين. وبينما قال أوباما إنه يريد إفساح المجال «لصعود سلمي» للصين لم تتطابق نظرة البلدين بخصوص قضايا التجارة الشمالية وحقوق الإنسان والنوايا العسكرية لكل من الولاياتالمتحدة والصين. وأشار أوباما إلى «مجموعة كاملة من التحديات التي يتعين أن نتعاون بشأنها بدءا... بالبرنامج النووي والصاروخي لكوريا الشمالية إلى منع الانتشار إلى قضايا مثل التغير المناخي». وترى واشنطن ان مدة هذه المشاورات وصيغتها بعيدا عن المراسم المعتادة، ترتدي اهمية كبيرة بينما عبر الرئيس الامريكي ونظيره الصيني الجمعة عن الامل في ان تشكل هذه اللقاءات غير الرسمية بداية «نموذج جديد» للعلاقات الثنائية. وتجول اوباما وشي صباح السبت بلباس بسيط وفي اجواء الحر، لمدة ساعة تقريبا يرافقهما مترجمان فقط، كما قال البيت الابيض. وقدم اوباما للرئيس الصيني مقعدا من الخشب جلسا عليه. اما في المضمون، فقد قال مستشار الامن القومي توم دونيلون ان الرئيس شي «اخذ علما» بقلق الولاياتالمتحدة في مجال الامن المعلوماتي بعدما اكد له اوباما ان هذه القضية «اساسية» وستشكل عقبة في طريق اقامة علاقات جيدة اذا استمرت. وتتحدث واشنطن عن هجمات معلوماتية كبيرة تهدف الى سرقة معطيات حساسة حكومية او مرتبطة بالاسرار الصناعية، قادمة من الاراضي الصينية. واكد مستشار الدولة الصيني يانغ جيشي اكبر مسؤول صيني في مجال السياسة الخارجية ان بكين «تعارض كل اشكال الهجمات المعلوماتية». وقال لصحافيين في كاليفورنيا السبت غداة تصريحات شي ان «الصين ايضا ضحية هجمات معلوماتية». ووجد اوباما نفسه مضطرا للدفاع عن الامن المعلوماتي في بلده حيث تواجه ادارته انتقادات بعد الكشف عن برنامج للاستخبارات لجمع معلومات خاصة باسم مكافحة الارهاب. وحول كوريا الشمالية وبرنامجها النووي والبالستي، اكد دونيلون ان الرئيسين اوباما وشي «اتفقا بالكامل على الاهداف» في هذا الملف وشددا على «اخلاء» شبه الجزيرة الكورية من «السلاح النووي». وجاءت هذه التصريحات قبل ساعات من استئناف محادثات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية امس الاحد بعد اشهر من التوتر الحاد. وكانت بكين الحليفة الاساسية لبيونغ يانغ عبرت عن استيائها من كوريا الشمالية. وقال يانغ ان الجانبين «لم يترددا في مناقشة خلافاتهما». كما كشف ان الرئيس الصيني طلب من الولاياتالمتحدة وقف بيع الاسلحة الى تايوان وكرر مطالب بلده في بحر الصين الجنوبي، واعدا في الوقت نفسه بالبحث عن حل سلمي. والبيان الوحيد الذي نشر بعد المحادثات، يتحدث عن اتفاق على بذل جهود مشتركة لمكافحة التغير المناخي وخصوصا عبر استهداف غازات المحروقات او الغازات الصناعية التي تعد مسببا رئيسيا للاحتباس الحراري. وقبل انتهاء اللقاءات صباح السبت، تناول شي واوباما الشاي بحضور زوجة الرئيس الصيني بينغ ليوان التي تتمتع بشعبية كبيرة.