ربما كان سبب تأجيل الاحتجاجات (أزمة النفايات) في بيروت من قبل منظميها إلى الأسبوع المقبل، هو دخول تيارات سياسية وحزبية على الخط لاستغلال هذه الاحتجاجات ضد حكومة الرئيس تمام سلام ومحاولة إسقاطها، لوضع لبنان في فراغ دستوري شامل، عبر المطالبة بإسقاط الحكومة ومجلس النواب، وتحويله إلى دولة فاشلة تمهيدا للانقضاض على الدولة وتحويلها إلى محمية إيرانية بإشراف حزب الله، فبعد نجاح الحزب رأس الحربة الإيرانية في لبنان بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية طوال أكثر من خمسة عشر شهراً، يريد الحزب الإجهاز على الدولة، وهو المشروع النهائي لحزب ولاية الفقيه. الشباب اللبناني الذي خرج إلى الشارع كان يريد حل أزمة النفايات وحث الحكومة اللبنانية التي يثقل حزب الله وحلفاؤه في لبنان كاهلها عبر تعطيل عملها، كما تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، ولم يتضح أنه يريد الذهاب إلى أبعد من ذلك، خاصة أن الشباب اللبناني يعي الوضع الحرج الذي يعيشه لبنان في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة. فتأجيل التظاهرات إلى الأسبوع المقبل هو تجسيد وعي الشباب اللبناني وإعطاء فرصة للحكومة للعمل على حل أزمة النفايات، خاصة أن رئيس الحكومة استطاع حشد معظم القوى السياسية اللبنانية خلفه من أجل تفعيل عمل الحكومة، وحل الأزمات التي يعاني منها الشعب اللبناني ويقف خلفها حزب الله وحلفاؤه. الصراعات في المنطقة أوجدتها إيران في محاولة لإغراق العرب في دوامة من الصراعات الطائفية والمذهبية كانت ولا تزال من أجل إسقاط بعض الدول في مشروع ولاية الفقيه بشكل كامل، لبنان كان البداية مع تأسيس حزب الله قبل أكثر من ثلاثة عقود، وهي اليوم تستغل انشغال العرب في هذه الصراعات للسيطرة عليه بشكل نهائي، العرب بدأوا بتقليم أظافر الوحش الإيراني، في اليمن، وسوريا، ولبنان لن يسقط بعزيمة ووعي أبنائه وقادته الوطنيين.