قصفت مقاتلات التحالف الدولي ضد الإرهاب مواقع لجبهة النصرة وتنظيم «داعش»، في محافظتي حلب ودير الزور الواقعتين في شمال وشرق سوريا، في وقتٍ هاجم مقاتلون من «النصرة» مسلحين سوريين معارضين مدعومين من الغرب. وأفادت مصادر ميدانية باندلاع معارك عنيفة في شمال مدينة حلب فجر أمس، وكان طرفاها «النصرة» و«الفرقة 30» التي تدرب أعضاؤها مؤخراً في تركيا بدعمٍ أمريكي. وقُتِلَ على إثره 13 مسلحاً من الجانبين، ما يسلط الضوء على تعقيدات كبيرة تواجه خططاً أمريكية وتركية للتعاون ضد التنظيمات المتطرفة. وأعلنت «الفرقة 30» في بيانٍ لها تعرض مقرٍ لها يقع في بلدة إعزاز (شمال حلب) إلى هجومٍ من قِبَل «النصرة»، في تمام الرابعة والنصف من فجر أمس، «ما أسفر عن مقتل 5 من أفراد الفرقة أثناء تصديهم للمهاجمين». وكانت الفرقة، التي تصنَّف كمعارضة مسلحة معتدلة لنظام بشار الأسد، أعلنت أمس الأول اختطاف زعيمها العقيد المنشق عن الجيش النظامي، نديم الحسن، و7 من زملائه على يد «النصرة»، داعيةً الأخيرة إلى إطلاق سراحهم سريعاً حقناً للدماء. لكن واشنطن شككت في هذه المعلومات، نافيةً أسر أو اعتقال أي من أفراد من سمتها «القوة السورية الجديدة». وذكرت جماعة مقاتلة أخرى أنها اشتبكت مع أفراد «النصرة» في بلدة إعزاز. وأكد «جيش الثوار»، وهو تحالف مجموعات مسلحة، خوضه اشتباكات في إعزاز أسفرت عن مقتل 4 من عناصره و8 من «النصرة»، التي تعرضت مواقع له في البلدة إلى قصفٍ من قِبَل مقاتلات التحالف الدولي ضد الإرهاب. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع القصف بالمقاتلات، ملاحظاً تصاعد التوتر بين المجموعات المقاتلة في المنطقة الحدودية التي تفصل سوريا عن تركيا. وكانت واشنطن وأنقرة أعلنتا الأسبوع الماضي عزمهما توفير غطاء جوي لمقاتلي المعارضة السورية، والتعاون لطرد تنظيم «داعش» من قطاعٍ من الأراضي الحدودية. وبات من الممكن أن تنطلق المقاتلات الأمريكية من قواعد عسكرية تركية لشن ضربات ضد التنظيم. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى غارات جوية نفذها التحالف فجر أمس على جسرين استراتيجيين في محافظة دير الزور (شرق سوريا)، للحيلولة دون استخدام «داعش» لهما في نقل عناصره من وإلى الأراضي العراقية. و«تهدَّم جزء كبير من الجسرين جراء استهدافهما بالغارات»، بحسب المرصد.