«إنّي قتلتُكَ .. واكتشفتُ بأنني كنتُ القتيلْ – يا سيّدي الجمهور .. سامحني». قد يعبِّر هذا الشطر من قصيدة للشاعر السوري المعاصر نزار قباني، بحق عن «حالة الارتباك»، التي لزمت اتحاد القدم منذ إعلانه إقامة مباراة نهائي كأس السوبر في العاصمة البريطانية لندن، في ال 12 من أغسطس المقبل وتجمع بين فريقي النصر «بطل دوري جميل» بالهلال «بطل كأس الملك»، في خطوة تعد الأولى على صعيد الرياضة السعودية، وتأتي من باب التسويق والبحث عن مزيد من فرص الاستثمار الجديدة في الرياضة السعودية، ولا أتصور أننا في حاجة إليها طالما أننا لم نستطع إقناع الشركات المحلية والغنية في دخول معترك الاستثمار في الرياضة السعودية، ومن أهم هذه المؤسسات: مؤسسة النقد، المتمثلة في البنوك الغائبة عن أداء دورها في دعم الأندية الرياضية السعودية. وعلى الرغم من أنني لست ضد إقامة مثل هذه المباريات خارج ملعبي الفريقين، أو حتى خارج أسوار الوطن، أو حتى لو كلف الأمر إقامتها في مهرجان مزاين الإبل في «أم رقيبة» شمال شرق محافظة حفر الباطن، كوني أدرك أن «جماهير الفريقين الكبيرة» ستكون حاضرة وبقوة في كل بقعة من بقاع الوطن الغالي، إلا أنني في نفس الوقت ضد الارتباك الكبير الذي صاحب إقامة هذه المباراة، منذ نشر خبر «جس النبض» إلى ما بعد الإعلان والتأكيد على استضافة عاصمة الضباب نهائي السوبر. وامتدادا للارتباك، الذي يعيشه اتحاد القدم بسبب هذه المباراة هناك «رسائل خطيرة» وجهها نائب رئيس لجنة الإعلام في الاتحاد الزميل سليمان الجابري، الذي أكد أمس أن كافة التعاميم والتنظيمات الإعلامية التي تصدر من اللجنة، تصدر بصورة منفردة دون علمه، ويكتفي بمعرفتها عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»! وأنا أقول: جميع تلك الأخطاء، التي ارتكبت، وأحرجت اتحاد القدم، ليس لها داعٍ من الأساس، وكان في الإمكان تجاوزها بكل سهولة، وعدم الاكتفاء بمتابعة غضب الجماهير بصمت، وهي إشارة تؤكد افتقاد الاتحاد إلى الحلول المناسبة، أو الاعتراف بشطر نزار قباني!