أرجع المستشار في الهيئة السعودية للحياة الفطرية، الدكتور محمد شبراق، تنامي أعداد الغربان الهندية في المنطقة الشرقية إلى غياب نظام يحول دون دخولها إلى المملكة، مرجِّحاً أن يساهم توقيع الرياض على معاهدة التنوع الحيوي الدولية في إقرار نظام صارم في هذا الشأن كون المعاهدة توصي بمواجهة الطيور غير المتوطِّنة. وكشف الدكتور محمد شبراق عن تنسيقٍ بين الهيئة السعودية للحياة الفطرية ومنظمات دولية لإقرار خطة تواجِه تدفق الطيور الغازية والدخيلة لما تمثِّله من تهديدٍ للطيور المتوطِّنة.ولفت إلى تقارير تشير إلى وصول الغربان الهندية إلى عددٍ من الدول عبر السفن على مدى القرن الفائت، مؤكداً اعتمادها على الطيران بالرفرفة أو التحليق. وفي حين رفض شبراق تحديد وسيلة وصول الغراب الهندي إلى المملكة؛ أفاد بصدور تقارير غير موثقة علمياً تتحدث عن انتقال هذا النوع من الطيور عبر السفن التجارية. وأشار في الوقت نفسه إلى إفادات من بعض صائدي الأسماك بلجوء أمانات إلى جلب الغراب الهندي للتخلص من الجرذان والنفايات المنتشرة على السواحل. لكن أمانات أخرى لجأت إلى طرق كيميائية وميكانيكية لمكافحة انتشار الغربان، بحسب شبراق. وتعتمد المكافحة الميكانيكية على هدم الأعشاش والقتل المباشر بواسطة البنادق، في وقتٍ تعتمد المكافحة الكيميائية على دس السموم في بعض المواقع. وقدَّرت بلدية محافظة جدة عدد الأعشاش التي حطمتها خلال شهري رمضان وشوال من العام الماضي بنحو 5326 عشاً، فيما قدَّرت عدد الغربان التي قتلتها مباشرة بالبنادق خلال الفترة نفسها ب 2868 غراباً. واعتبر شبراق أن هذه العمليات أظهرت نجاعتها في جدة «لكن عدم استمرارية المكافحة أعاد الغربان إلى المدينة»، مشيراً إلى قدرة الغراب على تجاوز طرق المكافحة بنصب الأعشاش في مناطق من الأشجار يصعُب الوصول إليها. وتلاحظ دراسات أن إطلاق الرصاص يقضي على نحو 30 أو 50% من مجاميع الغربان التي تُصوَّب البنادق نحوها، فيما تتفرق النسبة المتبقية وتعمل لاحقاً على التعشيش في مواقع أخرى. كما يلجأ الغراب إلى تغيير موعد تغذيته لتفادي حملات الإبادة. ووصف شبراق هذا النوع من الطيور ب «ذكي» و»سريع التعلم» بدليل اتخاذه احتياطات من بينها تغيير موعد تغذيته إلى الليل لإدراكه أن إجراءات المكافحة تتم صباحاً. ولمواجهة تزايد أعدادها؛ دعا شبراق إلى إطلاق حملة توعوية ضد الغربان وتوزيع ملصقات تحث المواطنين على التخلص من نفاياتهم وتنظيم أوقات سقيا النباتات في حدائق المنازل. وعادةً ما يقترب الغراب، المعروف بإصداره أصواتاً مزعجة، من مصادر المياه وأماكن تجميع النفايات وما يتركه مرتادو السواحل من طعام. ووفقاً لدراسة صدرت عن جامعة الملك عبدالعزيز؛ فإن بعض الطيور تحمل أنواعاً من الديدان الشريطية التي يُحتمَل انتقالها إلى كائنات أخرى. وتوجد في المملكة طيور تتبع عائلة الغرابيات كالغراب مروحي الذيل والعقعق العسيري.