احتاجت الأرجنتين إلى ركلات الحظ الترجيحية لتخطي كولومبيا، وبلوغ نصف نهائي بطولة كوباأمريكا لمنتخبات أمريكا الجنوبية المقامة في تشيلي حتى الرابع من يوليو المقبل. وبعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي على استاد ساوساليتو في فينيا دل مار، لجأ الطرفان إلى ركلات ترجيح مثيرة ابتسمت للأرجنتين 5-4، لتضرب موعداً مع الفائز من مواجهة البرازيل والباراجواي أمس. وتطمح الأرجنتين تحت عباءة ميسي إلى إحراز لقبها الأول في المسابقة القارية منذ عام 1993 في الإكوادور، عندما توجت للمرة 14 في تاريخها، وتأمل إكمال المشوار إلى نهائي سانتياجو لمعادلة الرقم القياسي في عدد مرات إحراز اللقب الذي تحمله الأوروجواي (15). وأقر قائد الأرجنتين وأفضل لاعب في العالم أربع مرات ليونيل ميسي أن منتخب «البيسيليستي» عاش أوقاتاً صعبة في المباراة: «لقد كنا خائفين حقاً». وسيطرت الأرجنتين، التي فشلت في النسخة الأخيرة في بلوغ نصف النهائي على أرضها، على مجريات المباراة وأوجدت عدة فرص من دون الوصول إلى شباك الحارس دافيد أوسبينا. والأهم بالنسبة لميسي (28 عاماً)، أنه استعاد لمحاته مع ناديه برشلونة الإسباني، حيث أحرز معه ثلاثية تاريخية في الموسم المنصرم (الدوري والكأس في إسبانيا ودوري أبطال أوروبا) عندما سجل 58 هدفاً في 57 مباراة. وقدم ميسي، الذي خاض مباراته الدولية ال101، مستوى مميزاً وأرهق الدفاع الكولومبي من دون أن ينجح في الوصول إلى شباكه باستثناء ركلته الترجيحية، إذ وقف أوسبينا صخرة عنيدة أمام الأرجنتين. ونجح حارس أرسنال الإنجليزي في الموسم المنصرم، الذي سيستبدله على ما يبدو مدربه الفرنسي أرسين فينجر بالتشيكي بتر تشيك، بالقيام بصدتين عالميتين، إذ أبعد بقدمه تسديدة سيرجيو أجويرو، ثم حرم ميسي المنفرد من التسجيل في الدقيقة 26. وكان الشوط الأول باتجاه واحد، إذ امتلكت الأرجنتين الكرة بنسبة 62,4%، فيما انتظرت كولومبيا حى الدقيقة 66 لتحصل على فرصتها الأولى عبر نجمها خاميس رودريجيز أمام الحارس سيرخيو روميرو. وبالنسبة لفريق المدرب الأرجنتيني خوسيه بيكرمان الذي فشل في إحراز لقبه الثاني بعد 2001، فلم ينجح الكولومبيون في تهديد مرمى الأرجنتين برغم دفع الأول بجاكسون مارتينيز أساسياً بدلاً من راداميل فالكاو البعيد عن مستوياته. وأنهت الأرجنتين الوقت الأصلي بقوة أيضاً، لكن أوسبينا حرم نيكولاس أوتامندي ببراعة بمساعدة القائم (80)، ثم أنقذه المدافع خيسون موريو من على خط المرمى من هدف محقق (88). ولجأ الفريقان مباشرة إلى ركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي، وحصلت الأرجنتين على فرصتين لحسم المواجهة بعد إهدار لويس مورييل وخوان كاميلو تسونيجا، لكن لوكاس بيجليا وماركوس روخو أبقيا على التعادل بإهدارهما ركلتين، ثم أضاع موريو مرة ثالثة لكولومبيا قبل أن يحسم كارلوس تيفيز ركلة الفوز التي فتحب باب نصف النهائي أمام المنتخب الأزرق والأبيض. وقال تيفيز العائد من يوفنتوس الإيطالي وصيف بطل أوروبا إلى بوكا جونيورز: «في كرة القدم هناك دوماً فرصة ثانية. لكن لست أنا بطل التأهل بل الفريق بأكمله، ولقد قدمنا مباراة رائعة». يُذكر أن تيفيز (31 عاماً) أهدر ركلة ترجيحية للأرجنتين ساهمت في خروجها من ربع نهائي النسخة الأخيرة في 2011 أمام الأوروجواي التي أحرزت اللقب. وأقر مدرب الأرجنتين تاتا مارتينو بأنه ترك عمداً تيفيز خارح الأساسيين الخمسة الذين سددوا ركلات الترجيح لرفع الضغط عنه: «لم أضعه بين الخمسة لأنه أهدر في آخر مناسبة، أردنا تفادي ذلك». وكانت الأرجنتين تصدرت مجموعتها الأولى في الدور الأول مع سبع نقاط بتعادل مع الباراجواي 2-2 وفوزين على الأوروجواي 1-0 وجامايكا 1-0، فيما بلغت كولومبيا ربع النهائي كأحد أفضل منتخبين احتلا المركز الثالث من مجموعة ثالثة صعبة بعد بداية بطيئة شهدت خسارتها أمام فنزويلا 0-1، ثم فوز لافت على البرازيل 1-0، واختتمت مشوار الدور الأول بتعادل سلبي مع البيرو 0-0.