تمثل الدراما والصناعة السينمائية رسالة سامية تساعد في كثير من الأحيان في تصحيح ومعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والأمنية خصوصاً أنها تعتاش وتنسج أغلب القصص من واقع المجتمع التي يتم تجسيدها إما بالكوميديا أو التراجيديا. أثبتت أولى حلقات مسلسل رمضان «سيلفي» على قناة إم بي سي أنها حرّكت الساكن وأظهرت سبب الحملات التي تسبق رمضان في محاربة ومقاطعة القناة.. لقد تمكن الفنان ناصر القصبي من كشف كثير من الخفايا التي تعيش في مجتمعنا وينكرها بعضهم وبعضهم الآخر ربما لا يريد إظهارها خوفاً من سقوط الجماهير.. استطاع المبدع خلف الحربي من الإشراف على نص يعادل مجلدات في كشف جزء بسيط عن حقيقة داعش هذا الفكر الإرهابي المتطرف والمتزمت الذي لا يمت للإسلام بعلاقة من قتل وتفجير ولواط وسبي وغيرها من الأفعال الدنيئة فلماذا الغضب من إظهار الحقيقة! ولماذا صمت المتعاطفون مع هذا التنظيم الإرهابي وتم تحويره إلى استهزاء بالجهاد والمشايخ! ولماذا ظهر من يُكفّر ويهدّد! وهل ما ظهر كان شيئاً جديداً أم إن ال«يوتيوب» يكشف أسوأ من ذلك! أسئلة حائرة بين الغضب وردة الفعل التي قد تُظهر بعض خفايا الدواعش في مجتمعنا! بلا شك أن الغضب نابع من أن معرفة المجتمع بحركات تلك الفئات سوف يكشف سوءتهم أمام الملأ من خلال إيقاف تصدير المغرر بهم من الصبية والجهلة إلى مكامن القتل والحماقة تحت غطاء الجهاد.. إن حلقتين من سيلفي كانتا أفضل وأجمل وأروع وسيلة إعلامية لكشف ضلال الفئة المتطرفة .. لقد تمكنت الدراما من بث رسائل عجزت عنها كل حملات المناصحة ورسائل الجوال والمحاضرات في المساجد والجامعات والمدارس في نقلها.. لقد أوجعهم سيلفي كثيراً وكان سبباً في خروج الداعشي الذي يسكن عقولهم!