هي ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يخرج فيها خطيب جمعة لتكفير شخص معين باسمه؛ لدى هؤلاء لذة غريبة في تكفير الناس الذين لا يعجبونهم أو يختلفون معهم، والمصيبة أن هناك من يبرر لهم هذه الحماقات بمقولة أنهم يغارون على دينهم الذي يُنتهك.. يعني البقية «فغور» أو كفار! بعدها يقوم هذا المكفراتي اللطيف بالتراجع، ولكن بعض المغيبين الذين يأخذهم الصوت الأعلى دائماً لن يصدقوا تراجعه، وسيقولون إنه قد تراجع غفر الله له تحت الضغط والاتصالات والتهديدات، وإلا فحكمه على فلان بالكفر صحيح 100 %.. أرأيتم خطورة الأمر؟ أحمق واحد على منبر الجمعة يهذي بما لا يعرف يمكن أن يهدم ما لا يمكن إصلاحه في سنوات، وهم يتكاثرون دون رادع مع الأسف، وبعد كل حماقة يرتكبها أحد هؤلاء ينتهي الموضوع وتجدونه على المنبر نفسه في الأسبوع التالي وكأن شيئاً لم يحدث! كتبت هنا أكثر من مرة عن تحفظاتي الكثيرة جداً جداً على هذا التهريج الذي يقدم إلينا كفن في ليالي رمضان وعن مدى تسطيحه لقضايا مجتمعنا ووعينا العام، ولكن هل تظنون أن تكفير هؤلاء بأسمائهم من على منابر الجمعة هو الحل في مواجهة هذا التهريج والتسطيح؟ أترك الإجابة للعقلاء. نحن مجتمع طيب ومتدين بالفطرة، وحفاظاً على فطرتنا السوية علينا أن نرفض هؤلاء المكفراتية الحمقى وأن نمنعهم من منابر الجمعة على الأقل، وأن نمنع كذلك كل من يهرج علينا باسم الفن والنقد البناء، ولكن بهدوء ودون تشنج أو تكفير.