حين كان مؤشر الأسهم السعودية يقارب العشرين ألف نقطة أوائل عام 2006 كتبت مقالاً بعنوان: (من هو الأحمق الأكبر)؟ ونُشر في ملحق «الرياض الاقتصادي» والتعبير الوارد بعنوان «الأحمق الأكبر» معروف مشهور في أسواق الأسهم العالمية، ويُقصد به الذي يشتري بأعلى سعر، ويفسره ويماثله التعبير الشعبي: «تجي الطقة في راسه».. لأنه يكون أكبر الخاسرين وأفدح المصابين، وهو قد يشتري أسهماً بأسعار مرتفعة جداً، هو نفسه غير مقتنع بها، ولكنه يرى الأسعار ترتفع كل يوم فيصيبه الطمع ويشتري بأعلى سعر طمعاً في تواصل الارتفاع، فهور ينتظر أن يأتي من هو أشد منه حماقة فيبيع عليه بربح وفير، ولكنه أعماه الطمع فصار هو أكبر الحمقى ولم يعد من هو أكبر منه في هذه الصفة ولا فخر.. الآن مع نزول أسعار كثير من الأسهم بشكل كبير، ووصول مكرراتها لأسعار مغرية جداً، يوجد أكثر من (أحمق أكبر) لديه سيولة كبيرة ولكنه لا يشتري طمعاً في المزيد من نزول الأسعار.. وقد يحصل النزول أو لا يحصل.. فإن حصل المزيد من النزول أغراه طمعه بالانتظار ليشتري بأرخص الأسعار.. على ما يظن.. ومهما ينزل السعر يزد طمعه في المزيد من النزول فيتوقف عن الشراء وينتظر.. وهو في الغالب ينتظر حتى يرتفع السوق فيخاف أن يفوته ويدخل مشترياً بعد تواصل الارتفاع، ويشتري أسهماً بأضعاف قيمتها التي منعه طمعه أو حماقته من الشراء بها انتظاراً لمزيد من النزول.. هذا حال كثيرين.. وحال الأسواق.. ولله في خلقه شؤون.