شرح صدري الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير هذه الجريدة في إشراقته عندما قرأت مقالته بعنوان «نهاية الأحمق» فتذكرت ما جاء في الإسلام والسنة وعند العرب أطمع في طرحها عبر «عين الشمس» لعل وعسى تعم البعض من الفائدة وتنهانا عن الحماقة في تعاملنا مع الغير وتهيئنا لاستقبال الشهر المبارك بصفحة بيضاء. وقد قص علينا القرآن للتدبر ألوانا من هاتين الحماقتين، ففى قصة البقرة الشهيرة الواردة فى سورة «البقرة» أمرهم الله على لسان النبي موسى (عليه السلام) أن يذبحوا بقرة وهو أمر إلهي على عمومه لا يحمل تفصيلا متعنتا، بل يحمل أمراً إلهياً يسيراً، ولكن الحماقة الأولى والكبرى ظهرت فبدأوا عملية «توليد الأسئلة» الحمقاء، فيخبرنا القرآن عن سؤالهم الأول: «قَالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي»، ثم تلاه الثاني: «قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها»، ثم الثالث: «قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا»، ولا شك أن الأسئلة المتولدة عن هذه الأسئلة جائزة عند هؤلاء الحمقى، وهنا يكون نتاج الحماقة الأولى الحماقة الثانية وهى «التشدد»، ولو كان هؤلاء قد ذبحوا أي بقرة وبأي شكل لنجوا من أن يكتب الله لهم نهاية. هذه هي إحدى صفات الأحمق في كتاب الله. لذا فإننا نجد التعقيب القرآني على الأحمق، يؤكد أن «توليد الأسئلة» لم ينم أو يعبر عن زيادة تقوى، بل عن جهل وحمق وقلة إيمان. وعن سيدنا عيسى ابن مريم (عليه السلام) لما سئل عن الأحمق قال: المعجب برأيه ونفسه، الذي يرى الفضل كله له لا عليه، ويوجب الحق كله لنفسه ولا يوجب عليها حقا، فذاك الأحمق الذي لا حيلة في مداواته. إن عيسى (عليه السلام) قال: داويت المرضى فشفيتهم بإذن الله، وأبرأت الأكمة والأبرص بإذن الله، وعالجت الموتى فأحييتهم بإذن الله، وعالجت الأحمق فلم أقدر على إصلاحه. وعن الإمام علي (رضي الله عنه) قال: من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه. ومن حكم العرب تقول: تعرف حماقة الرجل بالأشر في النعمة، وكثرة الذل في المحنة كما تعرف حماقة الرجل في ثلاث: في كلامه فيما لا يعنيه، وجوابه عما لا يسأل عنه، وتهوره في الأمور واتهام الغير بغير حق. ومن أمارات الأحمق كثرة تلونه ومن دلائل الأحمق دالة بغير آلة، فاحذر الأحمق، فإن الأحمق يرى نفسه محسنا وإن كان مسيئا يرى عجزه كيسا وشره خيرا. لا يستخف بالعلم وأهله إلا أحمق جاهل. فسئل الحكيم عن أحمق الناس فقال: المغتر بالدنيا، وأحمق الناس من ظن أنه أعقل الناس، وأحمق الناس من يمنع البر ويطلب الشكر، ويفعل الشر ويتوقع ثواب الخير، أحمق الناس من أنكر على غيره رذيلة وهو مقيم عليها. وأكثر الناس حمقا المتكبر وأكبرهم الإغراق في المدح والذم. فكيف نجيب الأحمق؟ فقد قيل أن لا عوقب الأحمق بمثل السكوت عليه فالسكوت على الأحمق أفضل من جوابه. رمضان مبارك وكل عام وأنتم بخير. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة