طالب وزراء الإعلام بدول مجلس التعاون الخليجي بالتزام كافة الأجهزة الإعلامية بدول المجلس بمحاربة الفكر الفاشي الذي تقوم عليه الجماعات الإرهابية، وتتغذى منه. وشددوا في ختام الاجتماع الثالث والعشرين لوزراء الإعلام بدول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد في الدوحة يوم أمس، على أهمية نشر التسامح والتعايش بين الأمم والشعوب وهي من أسس سياسات دول المجلس الداخلية والخارجية وتراثه الثقافي وقيمه الأصيلة. كما طالب رئيس المؤسسة القطرية للإعلام الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني في كلمته الافتتاحية بمضاعفة الجهود الإعلامية والعمل المتواصل لصون واستقرار المجتمعات الخليجية في الداخل، مؤكداً على ضرورة التصدي لكافة مهددات الأمن والسلم في منطقة الخليج على المستوى الإقليمي. وقال «إن هذا يلقي على عاتقنا كإعلاميين مسؤولية وأمانة طرح المبادرات والرؤى الإعلامية الجديدة والمبتكرة التي تواكب المستجدات المتسارعة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي والتي من شأنها الارتقاء بإنتاج وأداء مؤسساتنا وأجهزتها الإعلامية الخليجية، وصياغة خطاب إعلامي خليجي مشترك يعكس وحدة المصير والهدف الخليجي الواحد، وبما يترجم تطلعات وتوجهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلسنا الخليجي». وبين الشيخ حمد بن ثامر أن السنوات القليلة الماضية شهدت على الحضور الإعلامي اللافت والمؤثر للإعلام الخليجي في محيطه الإقليمي والعربي، وسعيه الحثيث وبخطوات واثقة لخارج حدوده الإقليمية، داعيًا الحضور الإعلامي الخليجي إلى أن يتفاعل مع المستجدات المحلية والخارجية بروح من المسؤولية وأن يُسخر إمكاناته الإعلامية في إطار المصلحة الخليجية الواحدة. وأكد أن الإنسان الخليجي وتنميته والحفاظ على هويته الثقافية والحضارية يجب أن توجد دائمًا على أجندة الإعلام الخليجي، تمامًا والعمل على صون واستقرار والمحافظة على إنجازات التنمية في دوله، والتصدي لكافة مهددات أمنه واستقراره». وأوضح أن العالم اليوم يشهد ويضع مع وجود الإعلام الجديد والتكنولوجيا المتسارعة، وفي ظل التحديات المحيطة بنا مسؤوليات جديدة أمام الإعلام الخليجي، وبصفة خاصة وسائل الإعلام والاتصال الجديدة لما لها من سرعة الوصول وقوة التأثير في مختلف قطاعات المجتمع وعلى رأسها قطاع الشباب والذي يمثل قوة الحاضر وقيادة المستقبل. من جهته، أعرب الدكتور عبداللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه خالد الغساني الأمين العام المساعد للشؤون الإعلامية والثقافية بالأمانة العامة للمجلس عن التقدير والامتنان لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي، لاستضافة دولة قطر أعمال هذا الاجتماع ولما تلقاه مسيرة العمل الخليجي المشترك من الدعم والرعاية التامة من سموه الكريم وإخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس. وعبر عن سعادته بافتتاح الملتقى الإعلامي الخليجي الثالث أمس الأول تحت عنوان «الإعلام الالكتروني وكيفية الاستفادة القصوى منه» والذي يتواصل اليوم لمناقشة دور وسائل الإعلام في التعامل مع الأزمات، وثمن للمؤسسة القطرية للإعلام جهودها المتميزة في تنظيم الملتقى الذي يتطلع له الإعلاميون كل عام لمناقشة قضايا تهمهم وتسهم في إثراء مسيرة العمل الإعلامي بين الدول الأعضاء وتعزيز التواصل فيما بينهم إضافة إلى تناول مواضيع ساخنة على الساحة الخليجية. وقال «لقد أحسن القائمون على تنظيم الملتقى في اختيار مواضيعه التي تتسق مع تسارع الأحداث السياسية والأمنية في المنطقة، والصراعات الدائرة من حولها»، مشيرًا إلى أنها أحداث تمثل تحديات جسيمة أمام أجهزة الإعلام بدول مجلس التعاون، التي تتحمل مسؤولية التصدي بحزم وعزم وفطنة للرسائل المشبوهة التي تستهدف زعزعة الأمن من الخارج والنسيج الوطني من الداخل، مؤكدًا أن الخطاب الإعلامي المهيج أسهم في تنامي الفكر المتطرف مما يحمل الخطاب الإعلامي لدول المجلس مسؤولية التعامل مع المعلومة بدقة ومهنية عالية».وأوضح أن وسائل الإعلام الإلكترونية باتت اليوم أحد أشهر الطرق والوسائل التي يستغلها المغرضون والأعداء للنيل من لحمة وتماسك وأمن واستقرار مجتمعنا، الأمر الذي يتطلب استثمار هذه الوسائل لزيادة الوعي بأخطار الفكر المتطرف والتقليل من مخاطر استغلال الجماعات والأحزاب المتطرفة والمتناحرة في مواقع الصراع المحيطة بدول المجلس لهذه الوسائل في نقل تداعيات تلك الأحداث وآثارها الكارثية سياسيًا ومذهبيًا وطائفيًا داخل مجتمعاتنا الخليجية. وأضاف أنه «من هذا المنطلق وتنفيذًا لقرار اجتماعكم الثالث والعشرين تعرض الأمانة العامة على جدول أعمال اجتماعكم برنامجًا عمليًا يهدف إلى التصدي للأفكار والمناهج المنحرفة المؤدية للعنف والغلو ويسهم في نشر المنهج المعتدل وتكريس قواعده ومفاهيمه مع التركيز على بناء شخصية خليجية متوازنة منتجة وإيجابية وواعية».